في خضم الأحداث المتسارعة التي يشهدها العالم لا تزال النزاعات المسلحة والحروب تسبب الموت والنزوح والمعاناة للشعوب على نطاق واسع. وخاصة الحروب الحالية التي تجري على ارض فلسطين وبين الروس واوكرانيا..وأخرون.. تتعدد الأساليب وتختلف الأنواع والموت واحد، على الرغم من اختلاف أنواع وأساليب الحرب وتعدد أشكالها، ولكن يبقى هدفها واحد وهو القضاء على الطرف الآخر وتدميره وتكبيده أكبر الخسائر، فهناك حرب قذرة وحرب شاملة وحرب محدودة، وحرب نفسية وحرب بيولوجية وحرب طائفية، وحرب إسلامية وحرب عادلة وحرب استباقية وحرب اقتصادية، وحرب باردة وحرب أهلية وحرب وقائية، ولكل نوع له أساليبه المختلفة..والخراب واحد لتطرح أكثر من علامة استفهام، في توقيتها، و أهدافها، و نوعيتها، و منفدها، و مكانها، و كيفية تغطيتها، و أسبابها و دوافعها، فانقسم المتتبعون الى، مشكك، و شامت، و محلل مدع للحياد، و ظهرت نظريات و مقاربات من هنا و هناك تصدت لها و سائل الاعلام الرقمي و السمعي و البصري … و خصصت لها مساحات مهمة في البرامج و الندوات و الحوارات و التغطيات المباشرة…كما انغمست مواقع التواصل الاجتماعي في بؤرة هذه الاحداث التي طبعت المشهد بلقطات دموية و مآسي إنسانية. هذا ما جعل المشهد عصيا عن التحليل و التفسير لتعدد المتدخلين و تشعب القضايا و تشتتها، مما يصعب معه ترجيح نظرية على أخرى، و الانسياق وراء اية رواية من هذا الطرف أو ذاك. لكن الأكيد أن ما عشناه هذه الأيام لا يخرج عن صراع الخير و الشر فتنة. الصراع الأزلي الذي يزكيه الحق ليدمغ به الباطل فيزهقه، في تدافع مستمر غايته احقاق الحق و دفع الظلم عن المظلومين، و إقامة الشعائر، و احلال الأمن، و الشهود على العالمين. حقيقة أزلية منذ أن خلق الله الجنس البشري و ابتلاه بنفس امارة بالسوء و إبليس رجيم، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. و عليه فالمنظمة الدولية للدبلوماسية الموازية والإعلام والتسامح ومن خلال مكاتبها و شركائها بالداخل و الخارج – .. متعبئة لما فيه خير البشرية و مصلحة الشعوب ومن منطلق تحملها لمسؤولية نشر الخير و السلام .. فإنها تهيب بالشعوب العربية و الإسلامية والمسيحية واليهودية عموما و الشعب المغربي خصوصا بتوخي الحيطة و الحذر و تجنب الفتن حفاظا على نعم الأمن و الأمان، و العمل على مساعدة الضعفاء و المحتاجين في سائر البلدان للنهوض بواجب الإنسانية و الرحمة التي زرعها الله في الانسان و كرمه على سائر المخلوقات، و حياة للنفوس و الضمائر..ومناصرة السلم والسلام والانفتاح وتقبل الاخر والدفاع عن القضايا العادلة للشعوب وتعزيز اواصر التضامن بن بلداننا العربية والإسلامية والانفتاح على بقية الدولة الداعمة للسلام والحريات والديمقراطية. وترسيخ روح التسامح والتعايش بين الحضارات والديانات لكي تعيش كل الشعوب في أمن وأمان ونحن في شهر محرم شهر الغفران والتسامح و أن أهم ما نستقبل به هذه السنة المباركة هو تصفية القلوب والتسامح والصفح والتغاضي عن المعايب وطي صفحة الماضي وترك التشفي ..قال تعالى: (وإن تعفوا و تصفحوا و تغفروا فإن الله غفور رحيم).ففي كل بقعة من ارض الله هناك شعب يريد ان يعيش لأن الله خلقه ليعيش في سلم وسلام ويتمتع بخيرات الخالق ويحافظ عليها وليس لتدميرها ..فكيف ما كان المخلوق مسلم او مسيحي او يهودي او خارج على هذه الديانات عليه الحفاظ على هذه النعمة..نعمة الأرض التي يعيش فوقها..فهي نعمة الله خلقها العلي القدير من اجل العيش فوقها لان ابانا آدم خلق منها..فالأرض مقدسة.. و بذلك فالمنظمة الدولية للدبلوماسية الموازية والإعلام والتسامح تؤشر على الحضور القوي بالملتقيات العالمية و الانسانية بمكاتبها وبسفرائها ، سفراء السلم و السلام، تحمل رسالة المسؤولية الحضارية من أجل أمن الإنسانية و التعايش السلمي لشعوب العالم. فسنة هجرية سعيدة وكل عام وانتم في سلم وسلام
مداخلة الإعلامي المصطفى بلقطيبية خلال ندوة ( الدبلوماسية الموازية قوة ناعمة لتطوير العلاقات الدولية)نظمت بمناسبة الذكرى الرابعة والعشرين لتولي صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده عرش اسلافه المنعمين يوم الأربعاء 26 يوليوز بالمركز الثقافي عبد الله كنون بعين الشق.