Modern technology gives us many things.

الدبلوماسية الموازية : صوت الشعوب في صناعة السلام حين تصمت الحكومات

50
في زمن تتسارع فيه التحولات الجيوسياسية، وتتعقد فيه النزاعات، لم تعد الدبلوماسية الرسمية وحدها قادرة على احتواء التوترات أو بناء جسور التفاهم. هنا تبرز الدبلوماسية الموازية كفاعل جديد، يحمل صوت الشعوب، ويعيد تعريف مفهوم السلام خارج القنوات التقليدية.
 مفهوم الدبلوماسية الموازية
الدبلوماسية الموازية هي كل نشاط غير رسمي يهدف إلى تعزيز الحوار والتفاهم بين الدول أو المجتمعات، ويقوده أفراد أو مؤسسات لا ينتمون إلى الحكومات بشكل مباشر. من بين هؤلاء:
  • الإعلاميون والمثقفون
  • الأكاديميون والباحثون
  • الفنانون والرياضيون
  • منظمات المجتمع المدني
  • رجال الدين والاقتصاد
هؤلاء لا يتحدثون باسم الدولة، لكنهم يحملون رسائلها الإنسانية، ويعكسون تطلعات شعوبها.
 أدوارها في تعزيز السلام
تلعب الدبلوماسية الموازية دورًا محوريًا في:
  • كسر الحواجز النفسية والثقافية بين الشعوب.
  • نشر ثقافة الحوار والتسامح عبر الفن والإعلام والتعليم.
  • إعادة بناء الثقة في المجتمعات الخارجة من النزاعات.
  • التأثير في الرأي العام العالمي من خلال سرد القصص الإنسانية.
 أدواتها الناعمة
ما يميز الدبلوماسية الموازية هو اعتمادها على أدوات ناعمة، مثل:
  • الأفلام الوثائقية والمسرحيات
  • المقالات والكتب والروايات
  • المعارض الفنية والفعاليات الثقافية
  • الحملات الإعلامية الرقمية
  • المبادرات الشبابية العابرة للحدود
هذه الأدوات لا تفرض رأيًا، بل تفتح نوافذ للتأمل والتفاعل.
 المغرب نموذجًا
في السياق المغربي، تبرز الدبلوماسية الموازية كرافعة وطنية، حيث تنشط الجالية المغربية في الخارج في الدفاع عن القضايا الوطنية، وتُسهم المنظمات الثقافية والإعلامية في تعزيز صورة المغرب كبلد للتسامح والانفتاح. كما تُوظف التجارب الشخصية، مثل شهادات المسيرة الخضراء، في بناء سردية وطنية تُلهم الأجيال الجديدة.
الدبلوماسية الموازية ليست بديلاً عن الرسمية، لكنها مكملٌ إنسانيٌ لها. إنها صوت الشعوب حين تصمت الحكومات، ونافذة للسلام حين تُغلق الأبواب. في عالم يحتاج إلى مزيد من التفاهم، تظل الدبلوماسية الموازية أملًا في أن يُصاغ السلام بلغة الفن، والحوار، والإنسانية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.