أمن وسلامة الأفراد مرتكزات التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالمغرب
احترام الشرعية الدولية والاستمرار في التنمية المستدامة لأقاليمنا الجنوبية، العنوان البارز للخطاب الملكي بمناسبة ذكرى 45 للمسيرة الخضراء المظفرة ،الذي وجهه صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره مساء السبت 07 نونبر 2020 للأمة المغربية،
حيث أكد جلالة الملك نصره الله أن المملكة ماضية في مسيرتها التنموية لأقاليمنا الجنوبية، وقد أشار أعزه الله إلى أن الوقت قد حان لتنمية مقدرات المنطقة البرية والبحرية التي تزخر بها شواطئ المملكة، وأن جميع الظروف ملائمة خاصة بعد ترسم الحدود البحرية مع الجارة اسبانيا، وهو ما يشكل اعترافا قويا بالسيادة الوطنية ويقطع الطريق على الأطماع الخارجية التي تتلهف لخلق وضع من القلق و الانشقاق بالمنطقة مستغلة حفنة من المرتزقة المارقين والخارجين عن إطار الشرعية القانونية و الدولية.
هذا بالإضافة إلى احترام الاتفاقات الثنائية بين المغرب وباقي الشركاء الدوليين.
إن حديث صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره عن التنمية حديث استراتيجي وواقعي، ينم عن مشروع تنموي متكامل بدأ بالفعل، من أجل النهوض بالبوابة الجنوبية للمغرب كمنصة للإقلاع الإقتصادي والاجتماعي و الاستراتيجي نحو العمق الإفريقي الذي يزيد المملكة حضورا وقوة لاعتبارات تاريخية، و جغرافية، واجتماعية، واقتصادية، وسياسية، وأمنية.
عمق افريقي صلب ومتماسك لا يعترف بالأوهام والضلالات، عمق ينتصر للوحدة والتضامن، ونبذ الكراهية والعنف، ويحطم ألهة الرمال المزعومة، المتاجرة بالمساعدات الإنسانية، ويقطع مع طرق الاتجار المشبوهة والفساد
هذا العمق الذي يبني علاقاته على مبدأ شراكة (رابح- رابح) التي وضع جلالته حفظه الله لبنتها الأساس، من خلال دينامية ملكية فعالة حضيت باجتماع وموافقة واستحسان الداخل والخارج.
عمق إقليمي ودولي تعزز بالرجوع التاريخي للمملكة إلى بيتها الإفريقي، لتبدأ بذلك سلسلة من الانتصارات الدبلوماسية المتتالية بدءا بسحب الاعتراف من (البوليساريو)، ثم دعم المقترح المغربي لمبادرة الحكم الذاتي، وفتح السفارات والقنصليات والتمثيليات الدبلوماسية بكل من العيون و الداخلة.
ثم ختم جلالته بتحية القوات المسلحة الملكية والسلطات العمومية المرابطة بالمنطقة، والساهرة على أمن وسلامة الأفراد والممتلكات وحفظ النظام، ويعد أيضا هذا مرتكز التنمية، فلا يتصور وجود لتنمية دون أمن، كما لا يتصور وجود أمن بدون تنمية، فالامن سلامة الأرواح و الأبدان، والتنمية سلامة الموارد و الأموال، فهما متلازمان من أجل عمارة الأرض واستخلافها، ونماء مواردها وشكر واهبها على النعم الظاهرة والباطنة التي منَّ بها على أرض المملكة.
سعيد لكراين