نيويورك: تجربة دبلوماسية وثقافية لا تُنسى
بقلم: محمد أمين الضعفي
![]()
منذ صغري، كنت أحلم باكتشاف مدينة نيويورك. حيث كانت تُعرف بأنها معلمة ثقافية، وهو تعريف حي للمدينة الصاخبة. بدت لي هذه البيئة الديناميكية الغنية بالفرص مكانًا بعيدًا وغير قابل للوصول اليه تقريبًا. ولكنني لم أتخيل أبدًا أن هذا الحلم سيتحقق بهذه السرعة وبهذه الكثافة.
بفضل الفرصة التي أتاحتها لي مدرستي، وتحت إشراف الأستاذة هاجر أسكور، حظيت بشرف عيش تجربة لا تُنسى خلال المؤتمرات التي نظمتها منظمة: نموذج الأمم المتحدة المستقبل الذي نريده (FWWMUN)، والتي عقدت في الفترة من 2 إلى 9 أبريل 2025 بنيويورك. كانت هذه الرحلة أكثر بكثير من مجرد رحلة بسيطة إلى الخارج: فقد سمحت لي باكتشاف مدينة أسطورية والمشاركة في حدث دولي ذي أهمية كبيرة للشباب المعاصر.
أنا محمد أمين الدوافي. باعتباري طالبًا في برنامج العلوم الأساسية المشتركة، كان لي شرف تمثيل غينيا الاستوائية في لجنة المجلس الاقتصادي والاجتماعي، المسؤولة عن تعزيز التعاون الدولي في المجالات الاقتصادية والاجتماعية. لقد أتاحت لي هذا التجمع الدبلوماسي اكتساب مهارات قيمة وتوسيع آفاقي في الدبلوماسية والعلاقات الدولية. وبفضل هذه التجربة، تمكنت أيضًا من تعزيز ثقتي بنفسي والحصول على رؤية أكثر وضوحًا لمستقبلي.
مهمة فريدة: حمل صوت دولة أفريقية
كجزء من FWWMUN، تم اختياري لتمثيل غينيا الاستوائية، وهي دولة أفريقية لم أكن أعرف عنها الكثير. كان اختيار هذا البلد تحديًا حقيقيًا. لقد أتاحت لي هذا الملتقى أن أتعلم كيفية الاستماع الجيد والمناقشة وكيفية حل النزاعات. ناهيك عن أن أفضل طريقة للتحدث أمام الجمهور هي الدفاع عن مصالح بلد لم يكن معروفًا لي حتى ذلك الحين.
لقد علمتني هذه التجربة دروسًا في الدبلوماسية والصبر واحترام الآراء المختلفة. وكانت المناقشات مكثفة إلى حد كبير. وقد قدم كل مندوب، ممثلاً لبلد أو دولة غير بلده، وجهة نظره وحلوله الخاصة. لقد كان لتنوع وجهات النظر والثقافات تأثير عميق علي. ولم تكن هذه مجرد لعبة لعب أدوار، بل كانت تعاونًا حقيقيًا، قائمًا على التسوية والتأمل حول قضايا حاسمة مثل تغير المناخ والسلام الدولي والعدالة الاجتماعية.
وقد كشفت لي هذه التجربة أيضًا عن أهمية أن يشعر الإنسان بالفخر بالتراث الثقافي والهوية. رغم أنني كنت أمثل أمة أخرى، إلا أنني لم أنسَ أصولي أبدًا.
كانت هناك لحظة أثرت فيّ بشكل خاص عندما سرنا في مسيرة بملابسنا المغربية التقليدية على طول ميدان تايمز سكوير. وكانت النظرات المعجبة والابتسامات من المارة بمثابة تكريم حقيقي لثقافتنا. لقد جذبت ملابسنا الانتباه، وفتحت الأسئلة حول تقاليدنا الطريق لتبادلات عميقة. باعتباري مغربيًا، فقد حرصت دائمًا على مشاركة ثقافتي مع زملائي المندوبين، بغض النظر عن أصلهم أو ثقافتهم أو دينهم. إن هذا الفخر لم يسمح لي بالدفاع عن أفكاري بحماسة فحسب، بل سمح لي أيضًا ببناء روابط مع الشباب من جميع أنحاء العالم.
نيويورك: مدينة المشاعر والحداثة
المزيد من المشاركات