Modern technology gives us many things.

الدبلوماسية الرياضية وآثارها على المجتمعات

148

 

يتصور معظم الناس، أن الرياضة مجرد ألعاب أو أنشطة بدنية، أو منافسات يكون فيها فريق خاسر وآخر منتصر، ولكن في الحقيقة هي تتجاوز ذلك الهدف بكثير، ورؤية أوسع، فقد أثبتت الرياضة أنها أداة فعالة لتعزيز أهداف السلام والتنمية، والتقدم، فهي تحقق النمو النفسي والبدني والصحي، فعلى المستوى الشخصي هي تكسب الفرد المهارات الإدراكية والانفعالية للإحساس بقدر نفسه ونماء شخصيته وعلى مستوى المواطن العالمي، تساعد البرامج الرياضية على بناء مهارات القيادة، وتعلم التفاوض والتواصل بفعالية وحل المشكلات، والقدرة على تسوية وإدارة النزاعات، وهو ما بينته الدراسات وبرامج البحوث والتدريب لشرائح مختلفة من الجنسين أظهروا تأثيراً إيجابياً نتيجة ممارستهم للرياضة، وما تحققه من تحسن في بيئة العمل، ومستوى التحديث، والانخراط، والابتكار والنمو الاقتصادي، في مناطق مختلفة من العالم حيث اصبحت جزء من الدبلوماسية الموازية.

 وتعد الدبلوماسية الرياضية جانبًا متزايد الأهمية في الممارسة الدبلوماسية وجزءًا متناميا في مجال الصناعة الرياضية العالمية. لذلك فالهدف الرئيسي من هذا البحث هو تحديد دور الدبلوماسية الرياضية في المملكة المغربية على وجه الخصوص. من خلال دراسة وتحليل دورالسعي لتحقيق المصلحة الوطنية لإفريقيا  وتحقيق المصلحة الوطنية  في علاقاها مع الدول الخارجية.

فالدبلوماسية الرياضية هي أداة فعالة لتعزيز العلاقات الدولية وتقريب الشعوب من خلال الفعاليات الرياضية الكبرى مثل الأولمبياد وكأس العالم. وقد بدأ استخدام الرياضة كوسيلة للدبلوماسية في المغرب منذ استقلاله في عام 1956، حيث لعبت دوراً بارزاً في تعزيز مكانة المملكة على الساحة الدولية.

في عهد الملك الحسن الثاني، تم استخدام الرياضة لتعزيز الهوية الوطنية، وحقق الرياضيون المغاربة العديد من الإنجازات على المستوى الدولي مثل فوز سعيد عويطة ونوال المتوكل بالميداليات الذهبية في الألعاب الأولمبية لعام 1984. هذا النجاح كان جزءاً من جهود الملك لدعم الرياضة الوطنية وتطوير بنيتها التحتية.

واستمرت الدبلوماسية الرياضية في التطور في عهد الملك محمد السادس، حيث شهدت الرياضة المغربية إنجازات كبيرة مثل الرتبة الرابعة للمنتخب الوطني لكرة القدم بكاس العالم بقطر والفوز بكأس إفريقيا للأمم وتنظيم بطولات دولية كبرى. تم تحسين البنية التحتية الرياضية في البلاد، كما عزز المغرب تعاونه مع دول إفريقية أخرى لتعزيز الرياضة في المنطقة.

وجاء تنظيم كأس العالم 2030 بالتعاون مع إسبانيا والبرتغال ليعطي فرصة ذهبية أخرى لتعزيز مكانة المغرب على الساحة الرياضية الدولية. كما يمثل هذا الحدث فرصة للترويج لقضية الصحراء المغربية وتحقيق العديد من الأهداف الاقتصادية والاجتماعية من خلال جذب الاستثمارات وتعزيز السياحة.

فالدبلوماسية الرياضية تساهم أيضاً في نشر قيم السلم والتفاهم بين الشعوب، وهي جزء أساسي من القوة الناعمة التي يمكن للمغرب أن يستخدمها لتعزيز موقعه الدولي.

وتعد  الدبلوماسية الرياضية القوة الفريدة للرياضة في التقريب بين الناس والأمم والمجتمعات من خلال الحب المشترك للأنشطة الجسدية. وكما هو الحال مع الرياضة من أجل التنمية، يمكن للدبلوماسية الرياضية تعزيز القيم والمهارات الحياتية المتعلقة بالقيادة، والمساواة بين الجنسين، واللاعنف، والمشاركة 

 فالدور الدبلوماسي للرياضة  أثبت تأثيره الكبير ونجاعته الواضحة وتعددت وتنوعت مظاهر ” الدبلوماسية الرياضية ” ، فالرياضة نوع من فن وعلم قبل أن تكون مجرد لعب تلعب.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.