أعضاء المنظمة الدولية للدبلوماسية الموازية والإعلام والتسامح يثمنون الزيارة التاريخية لرئيس الجمهورية الفرنسية للمملكة المغربية
ما زالت الزيارة التي قام بها الرئيس الفرنسي الى المغرب تسيل كثيرا من المداد عبر وسائل الإعلام في البلدين وعبر العالم. ووصفت الكثير من التعليقات الزيارة بأنها مصالحة بعد توتر في العلاقات بين الرباط وباريس. وأشارت العديد من التحليلات إلى الصفقات التجارية والاستثمارات التي وقع عليها الرئيس ماكرون وجلالة الملك محمد السادس.
وفيما يلي آراء أعضاء المنظمة الدولية للدبلوماسية الموازية والإعلام والتسامح حول هذه الزيارة التاريخية
الزيارة التاريخية للرئيس الفرنسي للمغرب بدعوة كريمة من جلالة الملك بعيون الصحافة الفرنسية.
احمد العهدي.
ممثل المنظمة بجهة الداخلة وادي الذهب
من تجليات نجاح هذه الزيارة التاريخية ، و هي كثيرة ، كمية مداد الأقلام الذي اسالته بحكم أهمية نتائجها و مخرجاتها؛ فقد أثارت زيارة الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، للمغرب اهتمام وسائل الإعلام في البلدين وعبر العالم ، وصف الكثير من مقالاتها و تعليقاتها الزيارة بأنها مصالحة بعد توتر و برود ديبلوماسي و جمود تواصلي في العلاقات بين الرباط وباريس .
و المتمعن في زخمها الإعلامي لن يجد عناء في ٱكتشاف كونها ركزت في العديد من قراءاتها التحليلية على الصفقات التجارية و حجم المنظومة الاستثمارية
التي ستترتب عنها ، هي التي حظيت بشرف توقيعها أمام أنظار قائدي البلدين .
و من نافلة القول إن زيارة إيمانويل ماكرون، رئيس الجمهورية الفرنسية، إلى المغرب، تمخض عنها تفاعلُ واهتمامُ جزء كبير من وسائل الإعلام والصحف و المنابر الإعلامية الفرنسية
أجمعت على أهميتها لبعدها الاستراتيجي النوعي ، لاسيما بعد توقيع “إعلان الشراكة الاستراتيجية الوطيدة” ، منوهة و مثمنة سياقها و نوعية برنامجها فضلا عن أجندتها المكثفة ذات الدلالات التاريخية والأبعاد الاستشرافية العميقة . و هذه عينة منها على سبيل الذكر لا الحصر:
* أوردت صحيفة “لوباريزيان Le Parisien” ضمن اعمدتها أن “إيمانويل ماكرون يعيد بناء العلاقات مع المغرب” ، و خصصت صفحة كاملة داخل الجريدة لروبورتاج ميداني من موفدها الخاص إلى الرباط ، كتب واصفا الأجواء و الاستعدادات
التي سبقت حلول ضيف ملك المغرب بالعاصمة و أضاف يقول: “الرباط تستيقظ على يقين من يوم مميز للغاية.. وصل الرئيس الفرنسي إلى الرباط في زيارة دولة طال انتظارها . والمغاربة سعداء و مبتهجون بالاعتراف بسيادتهم على الصحراء”.
وضمن مقالها المعنون ”فرنسا لا تزال تحظى بسمعة طيبة في المغرب“، قالت الصحيفة إن “ماكرون يفكر بشكل مختلف.. وقد جاء إلى الرباط رفقة وفد ضخم، يضم 122 اسما كبيرا، ينبغي أن يعكس عددهم وتنوعهم الأهمية التي يرغب الرئيس الفرنسي في إعطائها لهذه الزيارة”.
*و ركزت جريدة اليومية“لوموند” في إحدى أعمدة صفحاتها على الشق الاقتصادي الاستثماري
للزيارة ، و أشارت اليومية الفرنسية إلى أن فرنسا والمغرب وقعا عقودا و اتفاقيات استثمارية في قطاعي السكك الحديدية والطاقة المتجددة تصل قيمتها إلى 10 مليارات يورو“..
*من جهتها، اختارت صحيفة “لوفيغارو” التعاطي مع الموضوع ذاتِه عبر “العمود الصحافي” للكاتب رينو جيرارد، الذي عنون مقاله “رحلة رئاسية إلى المغرب .. اختيار العقلانية)”.
كتب يقول: “يجدد إيمانويل ماكرون العلاقات على أعلى مستوى مع بلد لطالما كان صديقا لفرنسا. تاريخيا، كانت باريس أول عاصمة أوروبية تبعث دبلوماسيين إلى العرش الملكي في فاس، ويعود ذلك إلى عهد فرانسيس الأول”.
*وفي تفاعلها مع خطاب ماكرون تحت القبة التشريعية المغربية، نشرت “لوموند أفريك” (النسخة الإلكترونية) مقالا لمبعوثها الخاص إلى الرباط، فريديريك بوبان، وسمها بعنوان “في الرباط، إيمانويل ماكرون يقترح ”إطارا استراتيجيا جديدا“ مع المغرب”.و أضاف قائلا :“أمام برلمان المملكة، تلقى رئيس الدولة الفرنسي تصفيقا حارا بعد أن أكد مجددا اعترافه بالسيادة المغربية على الصحراء”، و سجل المنبر الإعلامي نفسه، متابعا بالرصد: “هناك شيء واحد مؤكد بالفعل: لقد وضع إيمانويل ماكرون نصب عيْنيه إحياء العلاقات الفرنسية المغربية في خطابه أمام البرلمان..و أردف يقول:” كان يكفي أن نلاحظ الاستخدام المتكرر لكلمة“استراتيجي” ؛ حتى إنه قال: “واجب استراتيجي”، في إشارة إلى ضرورة تعزيز العلاقات بين فرنسا والمغرب ، وأبعد من ذلك، بين أوروبا وإفريقيا، في وقت تتزايد فيه التوترات المتعلقة بالهجرة والمناخ والغذاء والأمن”، وفق تعبيره.
*من جانبها، سلطت “إذاعة فرنسا الدولية” (إر إف إي) الضوء على أهمية الاتفاقيات التي تم توقيعها بين المغرب وفرنسا في اليوم الأول من زيارة الدولة التي قام بها فخامة الرئيس الفرنسي ماكرون للمملكة، مشيرة في هذا السياق إلى الاتفاقيات الموقعة مع (ألستوم) و(إيجيس) في قطاع السكك الحديدية، والاتفاقية مع شركة (طوطال إينيرجي) بشأن الهيدروجين الأخضر “وهو قطاع استراتيجي آخر”.
وأضافت (إر إف إي) أنه تم تحديد الطاقات المتجددة والطاقة الشمسية كقطاعين واعدين للتعاون بين فرنسا والمغرب، مشيرة إلى العقد الذي حصلت عليه شركة (سافران) الفرنسية لإنشاء موقع لصيانة وإصلاح محركات الطائرات في الدار البيضاء، في حين أن شركة النقل البحري العالمية (CMA CGM) ستتعاون مع (مرسى المغرب) لتطوير محطة للحاويات بميناء الناظور غرب المتوسط.
و حري بنا أن نشير لأهمية فرنسا في ملف وحدتنا الترابية العادل بٱعتبارها الاقرب الى حيثياته و تشعباته ، لطبيعة تواجدها بالمنطقة و تأثيرها المباشر في العديد من القرارات التي اتخذت في زمن تواجدها الكولونيالي ، بدليل انها قريبا ستفرج عن ” ٱعتقال” مليوني و نصف وثيقة من ارشيفها تكشف عن أدلة دامغة و حقائق ستكون صادمة للجارة الشرقية ، و ايضا فرنسا عضو دائم في مجلس الامن ، فضلا عن قوة صوتها داخل الإتحاد الأوروبي..
و جدير بالذكر ان افتتاح القنصلية الفرنسية في مدينة العيون سيشكل أول تمثيل دبلوماسي لدولة أوروبية في المنطقة، حيث ستشمل اختصاصاتها مناطق العيون-الساقية الحمراء و الداخلة-وادي الذهب.
وإلى جانب القنصلية، سيتم افتتاح معهد فرنسي جديد في العيون، ليصبح المعهد الرابع عشر في المملكة، وسيوفر عروضًا ثقافية وتعليمية شاملة، بما في ذلك مكتبة ودروس لغة.
كما تُضاف هذه الخطوة إلى الحضور الاقتصادي الفرنسي في المنطقة ، المتمثل في مكتب تابع لغرفة التجارة والصناعة المغربية الفرنسية.
وأكد مصدر من الإليزيه لمؤسسة IGH: “إنه ترتيب متكامل يجسد بشكل ملموس الموقف الفرنسي الجديد بشأن الصحراء.”
وتهدف هذه التحركات إلى مواكبة الاستثمارات الفرنسية المتزايدة في جنوب المملكة، وخاصة في مجال الطاقات المتجددة.
وتجدر الإشارة إلى أن أكثر من ثلاثين دولة تمتلك بالفعل قنصليات في العيون أو الداخلة، و هي مرشحة للإرتفاع.. ومن المتوقع أن تمهد الخطوة الفرنسية الطريق لدول أوروبية أخرى للقيام بخطوات مماثلة.
و طبعا كمغاربة نشيد و نثمن عاليا إعلان خارجية فرنسا اعتماد خريطة المملكة المغربية كاملة بصحرائها في موقعها الرسمي تطبيق لموقف باريس المعلن من قبل الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون.
و هذه الأهمية لا تعني البتة ان مغربية الصحراء مرهونة باي ٱعتراف ، من أي جهة كانت ، لان منطق الجغرافيا و التاريخ فيه من الأدلة ما يكفي لإثبات مغربية الصحراء..
و ختاما ، لاننسى ان مغرب اليوم في عهد جلالة الملك محمد السادس، يترجم المفهوم السيادي للدولة بارقى معانيه و احلى مغازيه ، و لم يعد فقط ذلك الحليف التقليدي، بل اصبح الشريك الاستراتيجي الفاعل و النشيط بالمعنى السيادي ، معتمدا مبدأ رابح-رابح ، و اصبح يرى علاقاته مع الدول بمنظار ٱعترافها بمغربية الصحراء ، كشرط لنسج العلاقات و مد جسور التعاون .
ماكرون في زيارة 3 أيام للمغرب لطي 3 سنوات عجاف
المصطفى بلقطيبية
رئيس المنظمة
تتمتع فرنسا والمغرب بعلاقة مميزة تتخذ بشكل متزايد مظهر الشراكة الحقيقية. كثافة التبادلات السياسية والأمنية التي تهدف بشكل متزايد إلى العمل المشترك، وأهمية التبادلات الاقتصادية والتجارية، والنطاق الاستثنائي للتعاون الثقافي والعلمي والتقني، والقرب بين ثقافتي البحر الأبيض المتوسط مع جذور متشابكة في كثير من الأحيان، وأكثر من أي شيء آخر. إن الاحترام والصداقة العميقة بين الشعبين هي التي تبني هذه العلاقة الاستثنائية.
إن فرنسا والمملكة المغربية حليفتان تاريخيتان وشريكتان منذ زمن طويل، وقد انتقلت علاقاتهما من المرحلة المميزة إلى المرحلة الاستراتيجية.
ففي مارس 2000، بعد اعتلائه على عرش الأجداد، اختار صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله باريس كوجهة أولى له، وذلك في إطار زيارة رسمية لا يمكن إلا أن تشهد على تعزيز وقوة استمرارية للعلاقات القوية التي كانت سائدة دائما بين الرباط وباريس.
واليوم تهدف زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى المغرب إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين بعد فترة من التوترات. وتشمل هذه الزيارة مناقشة قضايا الهجرة غير النظامية، وتعزيز التعاون في مجالات الأمن والطاقة والمياه والتعليم. كما تهدف الزيارة إلى توقيع اتفاقيات تجارية واقتصادية تصل قيمتها إلى ثلاثة مليارات يورو، بالإضافة إلى تعزيز التعاون الثقافي بين البلدين
وتشمل توقيع اتفاقيات: عدة مجالات مثل الطاقة، المياه، التعليم، والأمن الداخلي، مما يعزز التعاون في هذه المجالات الحيوية.
تعزيز التعاون الاقتصادي: توقيع اتفاقيات تجارية واقتصادية تصل قيمتها إلى ثلاثة مليارات يورو، مما يعزز الاقتصاد المغربي ويوفر فرص عمل جديدة.
التعاون الثقافي والتعليمي: تعزيز التعاون الثقافي والتعليمي بين البلدين، مما يسهم في تبادل المعرفة والثقافات بين الشعبين.
التبادل الثقافي بين المغرب وفرنسا يعتبر ركيزة أساسية للعلاقات الثنائية بين البلدين. هذا التبادل يتيح الفرصة لتعزيز التفاهم المتبادل والتقارب بين الثقافتين. يشمل التبادل الثقافي مجموعة متنوعة من الأنشطة مثل:
المهرجانات الثقافية والفنية: مثل مهرجان فاس للموسيقى الروحية، ومهرجان مراكش السينمائي الدولي.
التعليم والتدريب: العديد من الطلاب المغاربة يدرسون في الجامعات الفرنسية، وهناك برامج تبادل بين الجامعات.
المراكز الثقافية: مثل المعهد الثقافي الفرنسي في المغرب الذي ينظم العديد من الفعاليات الثقافية.
الشراكات الثقافية: التعاون في إنتاج الأفلام، العروض المسرحية، والمعارض الفنية.
هذا التبادل يسهم في تعميق الروابط الثقافية والاجتماعية بين الشعبين ..
المياه: تتضمن الاتفاقيات تحسين إدارة الموارد المائية والبنية التحتية للمياه.
التعليم: تعزيز التعاون في مجال التعليم العالي والبحث العلمي.
الأمن الداخلي: تشمل الاتفاقيات تعزيز التعاون في مجال الأمن الداخلي ومكافحة الإرهاب.
الصناعات التحويلية: تشمل الاتفاقيات تعزيز التعاون في مجال الصناعات التحويلية مثل صناعة السيارات والطيران.
الصناعات الغذائية: تتضمن الاتفاقيات تعزيز التعاون في مجال الصناعات الغذائية وتطوير تقنيات جديدة لتحسين الإنتاجية والجودة.
الصناعات الكيميائية: تشمل الاتفاقيات تعزيز التعاون في مجال الصناعات الكيميائية وتطوير تقنيات جديدة لتحسين الإنتاجية والجودة.
الطاقة المتجددة: تشمل الاتفاقيات مشاريع للطاقة الشمسية والرياح، مما يعزز جهود المغرب في تحقيق التنمية المستدامة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.
إدارة المياه: تتضمن الاتفاقيات تحسين إدارة الموارد المائية والبنية التحتية للمياه، مما يساهم في توفير المياه النظيفة وتحسين جودة الحياة.
الحفاظ على التنوع البيولوجي: تشمل الاتفاقيات تعزيز الجهود المشتركة للحفاظ على التنوع البيولوجي وحماية الأنواع المهددة بالانقراض.
مكافحة التلوث: تتضمن الاتفاقيات تعزيز التعاون في مجال مكافحة التلوث وتحسين جودة الهواء والماء.
كل هذه الإتفاقيات تتجلى في التعاون الاستراتيجي في مجالات متعددة مثل الاقتصاد، الأمن، التعليم، والثقافة. على سبيل المثال، فرنسا تعتبر الشريك التجاري الأول للمغرب، حيث بلغت قيمة الصادرات الفرنسية إلى المغرب 2.4 مليار دولار في العام الماضي.. بالإضافة إلى ذلك، هناك برامج تبادل طلابي بين الجامعات المغربية والفرنسية، مما يعزز التفاهم الثقافي والعلمي بين البلدين.
وتعتبر الشراكة بين المغرب وفرنسا نموذجًا للتعاون الاستراتيجي بين الدولتين حيث فرنسا تعتبر الشريك التجاري الأول للمغرب، هذه الشراكة تعزز العلاقات الثنائية وتساهم في تحقيق التنمية المستدامة لكلا البلدين.
كما أن هناك حوار بين المغرب وفرنسا حول قضايا الهجرة. هذا الحوار يهدف إلى معالجة الهجرة غير النظامية وتعزيز التعاون في هذا المجال. على سبيل المثال، فرنسا اقترحت تشديد قواعد الفيزا للدول التي ترفض التعاون في عمليات إعادة المواطنين غير النظاميين، مما دفع المغرب إلى اتخاذ خطوات لاستعادة مواطنيه غير النظاميين من أراضي الاتحاد الأوروبي
وتوجد العديد من الشركات الفرنسية الكبرى في المغرب، والتي تلعب دورًا هامًا في الاقتصاد المغربي. ومن بين هذه الشركات:
إيرباص (Airbus): وهي شركة عملاقة في صناعة الطيران والفضاء، تعتمد على وحداتها الصناعية في المغرب لتعزيز قدرتها الإنتاجية.
رونو (Renault): منذ استحواذها على الشركة المغربية لصناعة السيارات (صوماكا)، أصبحت رونو فاعلاً اقتصاديًا وصناعيًا هامًا في قطاع صناعة السيارات بالمغرب.
ألستوم (Alstom): شركة فرنسية تعمل في مجال النقل السككي، ولها تاريخ طويل في تطوير الشبكة السككية بالمغرب.
سنطرال دانون (Centrale Danone): شركة مختصة بصناعة الحليب ومشتقاته، وهي شراكة بين شركة مغربية وشركة فرنسية
طوطال (Total): شركة طاقة متعددة الجنسيات تعمل في مجال النفط والغاز والطاقة المتجددة.
فيوليا (Veolia): شركة متخصصة في إدارة المياه والنفايات والطاقة.
سانوفي (Sanofi): شركة أدوية تعمل في مجال الرعاية الصحية.
لافارج هولسيم (LafargeHolcim): شركة متخصصة في مواد البناء.
أكسا (AXA): شركة تأمين وخدمات مالية.
بي إن بي باريبا (BNP Paribas): بنك دولي يقدم خدمات مصرفية متنوعة.
شركة جنرال (Société Générale): بنك دولي يقدم خدمات مصرفية واستثمارية.
أورانج (Orange): شركة اتصالات تقدم خدمات الهاتف المحمول والإنترنت.
هذه الشركات وغيرها تعزز العلاقات الاقتصادية بين المغرب وفرنسا وتساهم في التنمية الاقتصادية للبلدين.
هناك كذلك العديد من الفنادق الفرنسية في المغرب. على سبيل المثال، مجموعة «ديريت» الفرنسية افتتحت أول فندق لها في مراكش تحت علامة «كاب هوتيل». بالإضافة إلى ذلك، هناك فنادق فرنسية أخرى تعمل في المغرب، مثل فنادق «أكور» التي تدير عدة فنادق في مدن مثل الدار البيضاء ومراكش وأغادير.
و هناك تقارير تشير إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيعلن عن افتتاح أول قنصلية عامة فرنسية وأوروبية في مدينة العيون بالصحراء المغربية. ومن المتوقع أن يتم الإعلان عن هذا القرار خلال خطاب ماكرون أمام البرلمان المغربي ..
وفتح قنصلية فرنسية في العيون يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على المنطقة. وهذا سيساهم في تعزيز العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية والثقافية. كما يمكن أن يكون أيضاً بمثابة جسر لتعزيز الاستثمار الأجنبي ودعم المشاريع المحلية. وكل ذلك يمكن أن ينعكس إيجابياً على التنمية والاستقرار في المنطقة.
وقد أكدت فرنسا دعمها لسيادة المغرب على الأقاليم الجنوبية، مما يعزز موقف المغرب في النزاع حول الصحراء المغربية.
تعزيز الدبلوماسية الاقتصادية والسياسية بين البلدين يثير غضب الجزائر
ادريس العاشري
الكاتب العام للمنظمة
مباشرة بعد الرسالة الشهيرة التي أرسلها رئيس الجمهورية الفرنسية، السيد إيمانويل ماكرون، إلى صاحب الجلالة الملك محمد السادس، تبين للجميع من فاعلين سياسيين واقتصاديين داخل المغرب وخارجه أن المغرب متشبث بمواقفه كدولة قوية، لأن مغرب اليوم ليس هو مغرب الأمس.
من أهم ما جاء في رسالة السيد إيمانويل ماكرون، رئيس الجمهورية الفرنسية، نذكر هذه المقتطفات ذات الدلالة والمعنى للعالم: “في حين يستعد المغاربة للاحتفال بجلوسكم على العرش، يسعدني جدا أن أقدم لجلالتكم أمنياتي الشخصية بالصحة والسعادة والنجاح، وأن أجدد لكم التعبير عن شعور الصداقة العميقة الذي يكنه الشعب الفرنسي للشعب المغربي”.
وتابع رئيس الجمهورية الفرنسية السيد إيمانويل ماكرون في رسالته: “في ظل الظروف الحالية، أود أن أؤكد لجلالتكم التزامي الثابت، كما اتفقنا خلال الأشهر الماضية، بمواصلة تعميق وتحديث الشراكة الاستثنائية التي تربط بلدينا، لتمكينهما من مواجهة التحديات الجديدة التي يقبلانها مع القارة الأفريقية ومع بقية المجتمع الدولي. ستواصل فرنسا، على وجه الخصوص، تعزيز صداقتها الصادقة للمغرب وفعالية شراكتها معه من خلال موقف واضح وقوي بشأن القضايا الأكثر أهمية لجلالتكم والمغاربة”.
“أعتبر أن حاضر ومستقبل الصحراء الغربية يقعان ضمن السيادة المغربية، لذلك، أؤكد لجلالتكم ثبات الموقف الفرنسي بشأن هذه القضية الحساسة للأمن القومي لمملكتكم، وتعتزم فرنسا التصرف بما يتماشى مع هذا الموقف على المستويين الوطني والدولي”.
رسالة قوية وهادفة أربكت كل حسابات أعداء الوحدة الترابية للمملكة المغربية، خصوصًا الجارة التي تسبح في الماء العكر وتوقع شيكات على بياض للمرتزقة لزعزعة الاستقرار الأمني والاقتصادي والاجتماعي في المناطق الصحراوية المغربية.
مما يؤكد ويجسد ما جاء في رسالة رئيس الجمهورية الفرنسية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس هو الزيارة الرسمية التي يقوم بها حاليًا السيد إيمانويل ماكرون إلى المغرب من 28 إلى 30 أكتوبر 2024، مرفوقًا بعدد كبير من أعضاء حكومته، وبرلمانيين، وفاعلين سياسيين واقتصاديين ومجتمع مدني من كل القطاعات.
حسب خبراء الاقتصاد والسياسة، فإن هذه الزيارة الرسمية للمغرب بعد مدة من تأزم العلاقة بين البلدين، المغرب وفرنسا، لها أهداف وأبعاد جد إيجابية في توطيد العلاقات الدبلوماسية السياسية والاقتصادية بمنطق رابح رابح.
إلى حدود السنة الجارية 2024، تعرف العلاقات التجارية والاقتصادية بين المغرب وفرنسا تحولًا إيجابيًا خصوصًا بعد فترة من التوتر بسبب قضية الصحراء المغربية، القضية الوطنية لكل المغاربة. حيث تعتبر فرنسا أكبر مستثمر أجنبي في المغرب بتسجيل قيمة التبادلات التجارية بين البلدين نحو 14 مليار يورو في عام 2023.
في نفس السياق، يعتبر المغرب أكبر مستثمر أفريقي في فرنسا، حيث ارتفعت قيمة استثماراته المباشرة بفرنسا من 372 مليون يورو في 2015 إلى 1.8 مليار يورو في 2022.
مما يوضح أن العلاقة بين المغرب وفرنسا هي علاقة دولتين مستقلتين لهما مؤسساتهما الدستورية، عكس ما تروج له أبواق أعداء الوحدة الترابية للمملكة المغربية، في مجالات التعاون المتمثلة في:
-
التعاون في مجالات البنية التحتية، والطاقة، والطيران، والتعاون في مجال الصحة.
-
من أبرز محاور الشراكة الاقتصادية الجديدة بين البلدين: فوز شركات فرنسية مؤخرًا بمناقصات في المغرب، مثل مشروع مد شبكة المياه في مدينة الداخلة ومشروعات سكك الحديد بين القنيطرة ومراكش.
تجسيدًا للاعتراف الرسمي لقصر الإليزيه بمغربية الصحراء، أبدت فرنسا اهتمامًا بالتعاون مع المغرب في تطوير مشاريع في الصحراء المغربية عبر الوكالة الفرنسية.
بموقعه الجيوستراتيجي ودوره الفعال في تعزيز الاستقرار الأمني في المنطقة ومحاربة الإرهاب والتطرف والجريمة المنظمة عبر الحدود، يشكل المغرب بوابة أساسية لفرنسا نحو السوق الأفريقية، مما يمنح الشركات الفرنسية قاعدة متقدمة للوصول إلى الأسواق الناشئة في المنطقة.
توطيد العلاقات الثنائية بين المغرب وفرنسا سيعزز الدبلوماسية الاقتصادية ويساهم في تحقيق المصالح المشتركة ودعم النمو الاقتصادي بين البلدين.
ومن أهم ما جاء في جريدة لوموند الفرنسية ليوم غد الثلاثاء 29 أكتوبر 2024، عنوان بالخط العريض: “الرئيس الفرنسي في الرباط للدلالة على المصالحة مع المغرب بعد 3 سنوات من القطيعة” “التقارب الفرنسي المغربي يثير غضب الجزائر”.
زيارة ماكرون للمغرب تعكس الروابط التاريخية والثقافية بين الشعبين
الغالي التونسي
نائب أمين المال للمنظمة