Modern technology gives us many things.

السرطان الحقيقي

339

إذا قدر لك ان تبتلى بمرض كالسرطان،وهذا وارد،فاحمد الله ان كنت تتوفر على تغطية صحية جيدة.ستكون في مواجهة المرض وحده.بآلامه و مضاعفاته.الحميع  سيحسن استقباله لك.ستبتسم لك الممرضة و ترعاك.لن تتعب نفسك بالبحث عن الدواء غلا ثمنه أو رخص.لك أن تختار اية مصحة أفضل و أي طبيب أكفأ للإشراف على علاجك.

انا محمد شروق الذي عشت التجربة مع مرض السرطان،وهي التجربة التي دونتها في كتاب “انا و السرطان”،أدركت معنى السرطان الحقيقي.

عرفت عن قرب من خلال تجارب الآخرين أن المرض الفتاك هو الفقر و العوز.هو أن يمدوك في المستشفى العمومي وهم محرجون بموعد يفوق الستة أشهر.

تأكدت أن السرطان الحقيقي هو أن يعجز المريض عن أداء ثمن فحص سيني سكانير.هو أن يؤجل العلاج بسبب عجزه عن جمع مبلغ يشتري به دواءا بآلاف الدراهم.

السرطان الحقيقي هو الذي يصيب مواطنين في المناطق المعزولة  التي لم يصلها بعد الماء الشروب،فبالأحرى أن يصلها الطبيب.

كيف لمواطن قطع مئات الكيلومترات للخضوع للعلاج الكيميائي المعروف بالشيميو،والذي يدوم لساعات و يسبب انهيارا تاما للجسم،كيف له أن يعود إلى بيته البعيد عبر وسيلة نقل تفتقر هي الآخر لأبسط شروط الراحة؟

السرطان الحقيقي هو الذي يصيب امرأة تخاف أن يعلم زوجها بالخبر و بإمكانية بثر إحدى ثدييها فيرميها إلى الشارع مثل ورق كلينيكس.في تجربتي،التقيت عددا من النساء اللواتي تم التخلي عنهن من طرف الأزواج بل حتى من طرف العائلات.

استنتجت انك عندما تواجه السرطان و انت مستفيد من تأمين صحي جيد و محاط بعائلة متضامنة و مسنود بشبكة من الصداقات المخلصة..حينها يصبح هذا الداء مثل نزلة برد عابرة..

بالمغرب،وحسب الإحصائيات الرسمية،هناك مابين 30 ألف إلى 50 ألف إصابة  جديدة بداء السرطان.فكم من هذه الحالات تتوفر على تغطية صحية حقيقية؟ما هو توزيعها على التراب الوطني؟وهذا ما يدفعنا إلى المطالبة بخريطة لتحديد عدد الإصابات بهذا المرض حسب الجهات و حسب أنواعه التي تتعدى المائة أشهرها سرطان الثدي و عنق الرحم لدى النساء و سرطان الرئة و المتانة لدى الرجال.

صحيح،وبدون مجاملة أن مؤسسة للا سلمى للوقاية و علاج السرطان لعبت منذ تأسيسها عام 2005 أكثر من دور على صعيد التحسيس و الاستقبال و العلاج والبحث.ولكن الطاقة الاستيعابية لمراكز العلاج السبعة  لا تستجيب للضغط  المتزايد بسبب الزيادة في عدد الإصابات بالداء.

وأيضا بسبب استفادة البعض من بطاقة راميد دون موجب حق.ألم يصرح وزير الصحة الحسين الوردي بأن أزيد من مليوني شخص يستفيد من الخدمات الصحية بواسطة هذه البطاقة دون أن يستحق ذلك؟

أمام هذا الواقع المخيف،يبقى التركيز على جانب الوقاية انطلاقا من التغدية التي تعتبر هي الطب الأول ثم الحفاظ على البيئة بشتى تفاصيلها و التشجيع على ممارسة الرياضة و تطبيق قانون لا يتطلب اية ميزانية وأعني القانون 15.91 الذي يمنع بموجبه التدخين بالأماكن العمومية.

ورد في كتاب “السرطان”للكاتبة الكندية ليز بوربو  lise borbeau والتي اشتغلت على مرض السرطان لمدة 30 سنة،انها سئلت:لماذا يصيب هذا الداء جميع الفئات الاجتماعية و العمرية؟

واجابت:السرطان يصيب الغني و الفقير، المدخن و الرياضي،ربة البيت و المرأة العاملة..لأن هناك عاملا مشتركا بين الجميع و هو القلق و التوتر.

محمد شروق :

مؤلف كتاب*انا والسرطان* ورئيس جمعية *نحن والسرطان*

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.