Modern technology gives us many things.

الجزائر وازدواجية الخطاب.. من التحريض إلى الانكشاف التام

202
إن رد فعل الجزائر الغاضب على زيارة وزيرة الثقافة الفرنسية للصحراء المغربية يكشف بوضوح ازدواجية الخطاب الجزائري تجاه قضية الصحراء، كما يؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أن النظام الجزائري هو الطرف الحقيقي في هذا النزاع المفتعل، وليس مجرد “داعم” كما يدّعي.
لقد حاولت الجزائر لعقود طويلة التستر خلف كيان “البوليساريو”، متبنية خطابًا مزدوجًا يوهم المجتمع الدولي بأنها مجرد “طرف محايد”، بينما هي في الواقع المحرك الفعلي والممول الأساسي لهذا النزاع. لكن اليوم، لم يعد هناك مجالٌ لهذا التستر، فقد سقط القناع وأصبحت الجزائر تعبر عن موقفها بصيغة الدولة المعنية، وليست الداعمة فقط، مما يرسّخ حقيقة أن الصراع هو في جوهره صراع بين المغرب والجزائر، وليس “حرب تحرير” كما يحاول النظام الجزائري الترويج له.
1. تورط الجزائر الفعلي في النزاع
منذ أحداث 13 نونبر 2020، وبعد استعادة المغرب لمعبر الكركرات وتأمينه بشكل نهائي، انهارت أوراق الضغط التي كانت الجزائر تستخدمها عبر “البوليساريو”. لم يعد هناك وجود لهذا الكيان في المناطق العازلة، ولم يفلح في تحقيق أي إنجاز على الأرض رغم الخطابات العسكرية المتكررة. كل ما تبقى للجزائر هو اللجوء إلى البيانات التصعيدية ضد الدول الداعمة للمغرب، وهذا يعكس حالة العجز التي تعيشها الدبلوماسية الجزائرية، حيث باتت تخوض معارك إعلامية خاسرة بدل البحث عن حلول واقعية.
2. فشل الجزائر في عزل المغرب دبلوماسيًا
المواقف الدولية الداعمة للوحدة الترابية للمغرب، من واشنطن إلى مدريد، واليوم باريس، لم تأتِ من فراغ، بل هي نتاج عمل دبلوماسي ناجح يقوده المغرب بثبات. النظام الجزائري، الذي راهن على عزل المغرب، يجد نفسه اليوم هو المعزول دوليًا، حيث فقد ثقة حلفائه التقليديين، وأصبح في مواجهة مباشرة مع قوى دولية وازنة تدرك أهمية المغرب كفاعل إقليمي واستراتيجي.
3. ازدواجية الجزائر في العلاقات الدولية
ما تفعله الجزائر اليوم مع فرنسا ليس جديدًا، فقد قامت بنفس الخطوة مع إسبانيا بعد أن دعمت مدريد مبادرة الحكم الذاتي، لكنها اضطرت لاحقًا إلى إعادة العلاقات الدبلوماسية وتعيين سفير جديد، دون أن تحقق شيئًا سوى إظهار تناقضاتها للعالم. واليوم، تعيد الجزائر نفس السيناريو مع باريس، لكنها ستجد نفسها في نفس الموقف بعد أن تتيقن من أن فرنسا، كغيرها من القوى الكبرى، تتعامل مع الواقع وليس مع الأوهام السياسية التي يروج لها النظام الجزائري.
4. مسؤولية الجزائر القانونية والأخلاقية
إن رفض الجزائر الجلوس إلى طاولة المفاوضات، وعدم استجابتها لمطالب الأمم المتحدة بضرورة المشاركة في العملية السياسة بجدية، يفضح نواياها الحقيقية كطرف رئيسي في النزاع، وليس كدولة “مراقبة” كما تدعي. إذا كانت الجزائر ترى نفسها غير معنية، فلماذا تصدر بيانات غاضبة مع كل خطوة تدعم مغربية الصحراء؟ ولماذا تقاطع أي دولة تعترف بالواقع السياسي والجغرافي للصحراء؟ الجواب واضح: لأن النظام الجزائري يدرك أنه الخاسر الأكبر في هذا الملف.
5. المغرب ماضٍ في تثبيت سيادته، والجزائر في تكرار الفشل
بينما يحقق المغرب مكاسب دبلوماسية متوالية، ويعزز حضوره كقوة إقليمية تحظى باحترام القوى الكبرى، تواصل الجزائر اتباع سياسة العناد والتصعيد الفارغ الذي لن يغير شيئًا من الواقع. الصحراء مغربية، والمجتمع الدولي يتعامل مع المغرب كفاعل استراتيجي موثوق، أما الجزائر، فلا تزال تكرر نفس الأخطاء التي جعلتها تفقد ثقة الجميع.
الجزائر اليوم ليست “منزعجة” فقط، بل باتت مكشوفة تمامًا كطرف رئيسي في النزاع، وتلعب آخر أوراقها عبر التصعيد اللفظي بعدما فقدت أي تأثير ميداني أو دبلوماسي حقيقي. المغرب مستمر في مسيرته بثبات، والجزائر تكرر فشلها، والنتيجة واضحة: لا عزاء لأوهام الماضي، والحق يعلو ولا يُعلى عليه.

الحسين شهراوي رئيس المكتب الجهوي للمنظمة الدولية للدببوماسية الموازية و الاعلام و التسامح بجهة مراكش اسفي
الخميس 20فبراير2025

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.