Modern technology gives us many things.

حكمة القائد المغفور له الحسن الثاني، وعبقرية وارث سره محمد السادس نصره الله

87

بقلم المصطفى بلقطيبية

 

سأحاول في هذا المقال أن أقف معكم على أبرز المحطات وأعظم المواقف، وهي بالتأكيد كثيرة عميمة بالنسبة لبعض المتابعين الذين لا يزالون أو بالكاد يتذكرون وصول محمد السادس إلى السلطة.
لقد تعلمت من المغرب الكثير، وبلغت سن فيه ورشدت، حتى سن التقاعد وتلقيت درسا كبيرا.. لقد مارست مهنة الصحافة بشغف، كبرتُ مع مهنتي، وأخذتُ من التجربة دروسها وقد أتيحت لي الفرصة للتعلم من العديد من االرجالات الذين كانوا يعملون معي في ردهات “ماروك سوار ” و”لوبوتي ماروكان” حول التصاميم المتماسكة وغير المتماسكة للسياسة، وعلى المستوى الوطني، لقد كنت مثل رئيس الوزراء السابق أحمد عصمان، واحد من بين 350 ألف مغربي الذين ساروا على رمال الصحراء..وكانت المسيرة الخضراء واحدة من حكم الملك الحسن الثاني رحمه الله.. كان من السهل بالنسبة لي أن أفهم لماذا لم أتمكن أبدًا من أن أصبح سياسيًا، حتى عندما كانت الرياح تهز أشرعتي، كما في السبعينيات،
لقد تماهيت مع مهنتي.. وما يقرب من نصف المغاربة يتساءلون عن دور الصحافة وأهميتها. حتى أن ما يقرب من نصفهم رفضوا التعليق في أحد الاستطلاعات. ومع ذلك، يعتقد 56% من المغاربة حاليا أن ذلك واجب أخلاقي، و65% أنه يسمح لبلادنا بالحفاظ على قيادتها السياسية في أفريقيا، و78% أنها تجني فوائد اقتصادية. ومن ثم فإن السياسة الجادة ستعود إلى أسس شعبية متينة في بلادنا، وفي هذا الصدد، تم اتخاذ خطوة كبيرة من خلال تنفيذ سياسة اقتصادية.
إن ماضي المغرب مثقل بالتوقعات والأفكار الإنسانية والحقائق والاختلافات كلها منسوجة مع الآخرين طبيعة الرجال والنساء، إن بلدي معروف بهؤلاء الأطفال المتغطرسين الذين يسحبوننا أو لا يمسكون بساقكم، ولا يعرفون ما يريدون ولكنهم لا يتخلون عن أرضهم في أي وقت. بلدي أجمل بلد..
وعندما أفكر في رحيل المرحوم الحسن الثاني. صحيح أن هناك أحياناً ما يخيفني، فقلت لنفسي “المستقبل مثل الباقي، لم يعد كما كان”. ظلت الفكرة عالقة في ذهني لعدة أشهر. وفي الواقع، لا يمكن قراءة هذا المغرب من خلال التصنيفات السياسية والاقتصادية. لفهم الحسن الثاني،. من الأفضل الرجوع إلى النظريات الوظيفية العزيزة على المغاربة.
في مغرب الحسن الثاني الحكيم، هناك المستغلون من جهة، والمستبدون من جهة أخرى، العمال والرأسماليون، الصغار والكبار. هناك من جهة الزعيم ومن جهة أخرى الرعايا كان يُنظر إلى الحسن الثاني على أنه ملك لأنه أثبت نفسه كوريث للعرش خلال فترة حكمه، وقلبها حين كان ولي للعهد، لقد حافظ على أسطورته، وخلد صورة الحامي.
إن السياسة التي خلقها جلالة الملك محمد السادس وسار على نهجها، هي في حد ذاتها تسونامي حقيقي . ولا شك أن إحدى الدروس العظيمة لتاريخ المغرب الحالي ستظل مسجلة على صفحات ذاكرة الشعب المغربي هي هذه البداية التي قام بها محمد السادس حيث وضع الأمور في نصابها الصحيح. لقد وضع المغرب على الطريق نحو مجتمع عالمي، لأن الأمر يتعلق بالفعل بانفتاح هذا المغرب الذي أمضى للتو خمسة عقود في إقامة حواجز سياسية واجتماعية واقتصادية وثقافية.
قبل عهد محمد السادس، كان الشعب المغربي يشهد دائما الانتقاص من كرامته الإنسانية. أما اليوم فقد تغيرت الأمور، فمجتمع اللامساواة أصبح بعيداً. في كل يوم، يغطي محمد السادس الأخبار، سواء في الشمال أو في الوسط أو في الجنوب، وهو يُدخل المنطقة في تغيير في التنمية. ومنذ وصوله إلى السلطة، واصل توحيد صوت الشعب حوله بالإجماع. ويواصل اقتراح تدابير اللامركزية الأفقية. وهذه إحدى ساحات القتال الرئيسية في السنوات الأخيرة، فيما يتعلق بالقضايا الإقليمية والوطنية. وباسمه رفعت المحرمات والمحظورات. وباسمه أيضًا تجري المناقشات العامة حول الخيارات السياسية أو الاجتماعية والاقتصادية الكبرى، ويواصل محمد السادس اختراق جدار الصمت. وعلى هذا النحو، فهو يؤكد بشكل متزايد على الحاجة إلى وضع إطار قانوني مناسب للعمليات الجارية. في بلد حيث القانون والشرعية ليس لهما سوى تاريخ حديث وغير خطي نسبيا، حيث لا تزال أقسام كاملة من التشريعات (في المسائل الاقتصادية، وفي وسائل الحقوق الشخصية) غير محددة بشكل سيء، وهي معركة لا تقل أهمية، والتي استمرت أيضا لعقود من الزمن، تغيرت مسألة حقوق الإنسان والمواطنين وحقهم في الاستئناف ضد الإدارات. ولا يسعنا إلا أن نرحب بالاستراتيجيات الاجتماعية الصارمة، ونتائج هذه السياسة التي تمكن الملك محمد السادس من تنفيذها بشكل صحيح.
لقد انهارت الأحزاب السياسية في الماضي أو استفادت من التصريحات الجريئة للملك، وهذه التشكيلات السياسية تكاد تكون غير مؤهلة بسبب خطابها الأساسي، في عصر التنمية والعولمة والتقدم التكنولوجي – وبدا كل شيء مدمرا – كشف بطن الغرغرينا. مباشرة بعد تنصيبه على العرش، نجد حثالة المجتمع، وسرقة القصور، ونخبة فاسدة امتطت حصان السوء وهي ترتدي قناع الإنسانية الجميل. أكلت هذه النخبة كل شيء، وسرقت كل شيء، بل واحتكرت الحقوق المشروعة للمغاربة.
لقد صادرت هذه النخبة الجوهر العميق للشعب. لقد أكل جميع القادة السياسيين. لقد حك الجميع رؤوسهم ! دعونا نواجه الأمر، محمد السادس هو في الواقع تسونامي. وفي الواقع، سواء شاءت النخبة ذلك أم لا، فإن الثورة قد بدأت بالفعل. إنه ليس حفل عشاء. وثورة محمد السادس هي مشروع شبابي على مستوى الأمة. ومع وجود 45 مليون نسمة، يتأثر جزء كبير من السكان بشكل مباشر أو غير مباشر بالبطالة. هذه الحقيقة تسبب كل الضجيج من الأحزاب السياسية والمنظمات غير الحكومية وجميع المسؤولين، عندما ننظر إلى النتائج.
محمد السادس لا يستطيع أن يفعل كل شيء. لا يمكن اختلاق كل شيء. كل المغاربة متضررون. لا يمكن لبناء المغرب أن يدعي أنه يجد الدعم الشعبي إذا لم يحسن ظروف المعيشة والعمل. ويرجع جزء من هذا التحسن إلى السياسات الوطنية. إن مهمة أصحاب العمل هي إظهار التضامن مع كل هؤلاء الشباب الذين تركوا على الهامش. إن أصحاب العمل مدعوون إلى الجلوس مع المسؤولين عن التربية الوطنية من أجل تكوين تأملات تواصلية في إطار لقاءات تبادل حيث ينبغي لكل طرف أن يعبر عن آرائه حول المشروع المستقبلي لآلاف الطلاب (اقتراح على وزير التربية الوطنية الجديد تدريس ثقافة الأعمال ابتداء من الدورة الأولى من التعليم الثانوي من أجل إشراك الطلاب في عالم الاقتصاد من أجل تشريبهم في عالم الأعمال).المغرب سيحتاج إلى أبنائه وبناته في حياة نشطة ومبكرة في الطبقات الحاكمة وعدم تركها وراءها.
إن إدماج جميع المغاربة في مشروع السياسة الاجتماعية يعني الخروج من الأزمات الحالية. وكل هذا للحفاظ على النقاط المرجعية. ومع ذلك، فإننا لا ننكر أهمية بعض التحسينات الطفيفة في جميع مجالات الحياة الاجتماعية، بفضل المبادرات الملكية للتنمية البشرية التي ساهمت في تحفيز النمو والحد من الفقر في هذا البلد لن يكون من الواقعي بالتأكيد الاعتقاد بأن محمد السادس يستطيع وحده التغلب على الأزمات. وهذا ليس أمراً عقلانياً، ويجب ألا ننسى أيضاً أن سوء الإدارة العامة والفساد المستشري كانا يمثلان مشكلة خطيرة في بلادنا لسنوات عديدة.
ماذا يريد الشعب؟ ألم يشجع على إنشاء حزب إسلامي يقبع اليوم في غرفة المبعدين؟ ألم يضع المتعاطفين مع النخبة القديمة بعيداً عن الأذى؟ ألم يشكك بصورة والده الحسن الثاني أمام كاميرات العالم؟ ألم يكن بمثابة مدافع جيد عن مظالم حقوق المرأة؟ ألم يقدم الأب والابن المزورين إلى العدالة؟ ألم يقم برمي المهيمنين ومصاصي الدماء في السجن؟ ما الذي كان على محمد السادس أن يفعله لإرضاء كل الجماهير؟ لقد بدأ هذا الملك، رئيس الدولة، بداية ممتازة بإنتاج عمل جيد ومعالجة المسائل التي تهم الشعب بشكل كبير .. لا يحق لأحد أن يسمح لأي أحد بإهدار فرصة تحقيق أقصى قدر من الأرباح مع محمد السادس باللحية والجلابية والنعال، لا! التنمية والاستقرار والأمل، نعم! انها عبقرية محمد السادس، تسونامي المغرب،

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.