بمناسبة تخليد الشعب المغربي للذكرى 49 لعيد المسيرة الخضراء المظفرة والذكرى 69 لعيد الإستقلال المجيد ،نظمت المنظمة الدولية للدبلوماسية الموازية والإعلام ندوة بعنوان ” المملكة المغربية منارة القارة الإفريقية.
وقد عرفت دار الشباب مولاي رشيد بالعاصمة الإقتصادية، ندوة حول التعريف بأهم الأحداث المتعلقة بالتحرير والاستقلال، نظمتها المنظمة الدولية للدبلوماسية الموازية .
لقد كان حفلا تاريخيا عظيما إذ شكل هذا الحدث الوطني, محطة مشرقة ومفصلية في تاريخ المملكة المغربية، الذي تمكن فيها الشعب المغربي تحت رئاسة جلالة المغفور له الحسن الثاني، من تحرير جزء من أراضيه، وتحقيق إستكمال وحدة المغرب الترابية، ووضع حد لنحو ثلاثة أرباع القرن من الإحتلال المرير لهذه الربوع العزيزة على أفئدة كل المغاربة.
بعد ذلك أعطيت الكلمة للسيد المصطفى بلقطيبية الرئيس المؤسس للمنظمة الذي رحب من جهته بجميع الحاضرين وثمن جهود كل من ساهم في السهر على تهيء هذه الندوة وقال في مداخلته :
نجتمع اليوم وبلادنا تحتفل بذكريات عزيزة على كل الشعب المغربي وبلادنا تخطو كل يوم خطوات جادة نحو البناء الجديد، وأصبح على الجميع على قدر مهمتة وبمسؤولية كبيرة أن يعي بهذه اللحظة التاريخية،حيث تشكل هذه الذكرى حدثا كبيرا، ومنعطفا حاسما في تاريخ المغرب الحديث، لما حملته هذه اللحضة من مبادئ مازالت روحها تغذي عزيمة الشعب المغربي، من أجل إرساء ملكية دستورية وديمقراطية، تضمن الحريات الفردية والجماعية، والمساهمة في الحياة الدولية بشكل يحترم سيادة المغرب.
إن إحياء ذكرى عيد المسيرة الخضراء وعيد الاستقلال يندرج ضمن مبدأ عام وهو جعل تاريخ الأمة المغربية حيا في نفوس جميع المغاربة وخاصة شباب اليوم وإحياء هذه الذكرى هو تقديم المثال للذين أخلصوا لهذه الأمة، وبذلوا الغالي والنفيس من أجل عزتها ورفعة شأنها، وهو كذلك اعتناء وحفظ لأصالة أمتنا ووفاء للتاريخ وأداء للأمانة في أعناقنا
أن إحياء هذه الذكريات يروم الى استحضار ما تطفح به من دروس وعبر تدعو إلى التحلي بقيم الوطنية الصادقة والتشبع بفضائل المواطنة الحقة والتي ما أحوج الأجيال الصاعدة والقادمة إلى النهل من ينابيعها لما تذكيه من حماس في نفوس الشباب والناشئة بهذا الاحتفال فإن المنظمة الدولية للدبلوماسية الموازية والإعلام والتسامح تستهدف بالأساس تذكير الأجيال الصاعدة بمغزى بعض المحطات البارزة في مسيرة كفاح الشعب المغربي بقيادة العرش العلوي من اجل الحرية والاستقلال والدفاع عن المقدسات الدينية والوطنية .
وتحت عنوان ” إمارة المؤمنين بيعة متجددة ” القى الأستاذ سعيد لكراين المداخلة التالية :
ان الأمة المغربية نظام أصيل للوحدة في النظام الإسلامي للأمّة، وهي بالأساس وحدة ايمانية تتجلى في تآزر المسلمين الاجتماعي والسياسي، وهي تصور راسخ في الحضارة الإسلامية، وقد سمحت بالمحافظة على ذاكرة راسخة لبناء هذه العلاقة الروحية بين المسلمين من أجل تأسيس نظام سياسي واجتماعي متكامل
فالأمة شخص معنوي حر وهي مختلفة عن مجموعة الأفراد المواطنين؛ لأنّ الأمة عابرة للمكان والزمان، حيث تشمل الأموات والأحياء في الآن ذاته، ومن هنا فإن للأمة سموا على مختلف التصنيفات الأخرى، كما أن لها قدسيتها في نفوس أبنائها، فهي جامعة غير مفرّقة، وهي التي تعطي لأبنائها شعوراً بالفخر بأن لهم ماضياً عريقاً، وظهرا قويا يحميهم إذا ما نزلت بهم نوازل الدهر والأيام، وهذا لا ينتقص بأي حال من الأحوال من مكانة المواطنة، فأرض الوطن تجمع فوقها أشخاصاً من شتى أصقاع العالم، ومن مختلف الملل والديانات، وهي التي بصونها وحفظها يستتب الأمن، ويعم الخير بين الناس.
إن الروابط التي تجمع بين العرش والشعب متعددة و متنوعة منها التاريخي و الثقافي و الشرعي و الدستوري و السياسي و الاستراتيجي لكن على العموم يبقى الرابط التعاقدي بين ولي الأمر والرعية هو الاقوى و الاقدس بينها.
إن عقد البيعة الشرعي هو الميثاق الذي يجمع بين ولي ولاة الأمور من الحكام و العلماء و نواب الامة و الشعب، ميثاق ترابط مبني على الايمان و الرضى و النصح لله و النصرة و الولاء و البراء، ميثاق يسمح للامة باختيار ولي امرها تجتمع عنده كلمتهم و يرفع عنهم الخلاف و يجنبهم الفرقة و يجمع شملهم ويوحد صفهم وإليه تؤول كلمة الفصل التي اجتمعوا عليها في السلم والحرب في المكره والمنشط.
و يقتضي وجود هذا الشكل الحضاري للحكم وصاية بولاية العهد ضمانا الانتقال السلس للسلطة و تحييدها من العبث و تبرئتها من النزاع المفضي للشقاق و مدفعا للنفاق الذي هو أصل البلاء.
و في هذا السياق تلعب صلوات الجمعة و الجماعات دورا في تجديد روابط البيعة الشرعية بالدعاء لأمير المؤمنين.
لذلك يحرص امير المؤمنين نصره الله كما أسلافه بأداء صلاة الجمعة خلال الزيارات التي يقوم بها لمختلف مناطق المملكة، كما يحرص جلالته بالظهور خلالها باللباس التقليدي المكون من جلباب و عمامة تليق بحضرة المناسبة و عظم الموقف في إشارة واضحة برسميتها و مكانتها كبيعة صغرى تجمعه برعاياه الأوفياء، و يستدل على ذلك حضور ولي العهد الى جانبه بالاضافة الى وفد رفيع المستوى من الأمراء و كبار رجال الدولة و الحكومة و المسؤولين، كما يعد دعاء الفاتح الذي يختم به أمير المؤمنين هذا المجلس المبارك تطابق الرضى بينه وبين رعيته في انسجام تام.
هذا ويعد كتاب البيعة الشرعية المنعقدة لأمير المؤمنين بعد انتقال والده المغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراه مظهرا من مظاهر البيعة الكبرى الخاصة بتنصيب ولي الأمر، و تجددها خلال مناسبة عيد العرش، أو (بيعة صغرى) مستمرة في كل المناسبة العامة او الخاصة و رفع برقيات الولاء من مختلف الإطارات و الفعاليات و المنتشرة عبر تراب المملكة و خارجها بالسفارات و القنصليات و أفراد الجالية المغربية بالخارج و المنتخبات و الابطال المشاركة بمختلف المحافل والدوريات و البطولات الإقليمية و القارية و الدولية حين رفع العلم الوطني.
وفي مداخلة الخبير الإقتصادي الأستاذ ادريس العاشري بعد ان زار اقليم بوجدور واتطلع على المشاريع والمنجزات التي حضيت بها الساكنة من أجل العيش الكريم جاء بالتقرير التالي تحت عنوان :
أهمية المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في تنمية اقتصادية واجتماعية بالمناطق الصحراء المغربية لتسهيل التواصل بين الجنوب والشمال . وجعل المغرب قاطرة القارة الأفريقية ..إقليم بوجدور نموذج.
في الوقت الذي تسعى فيه الميليشيات الانفصالية البوليساريو ومموليها أعداء الوحدة الترابية في خلق أزمات وهمية مفتعلة وبلبلة لتمويه الأمم المتحدة والمنتظم الدولي الذي اقتنع وأيد مبادرة الحكم الذاتي.
فلا يمكن لزوار مناطق الصحراء المغربية من مغاربة وأجانب الا ان يقفوا ويؤكدون حقيقة مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية والتحول الجدري الذي تعرفه مناطق الصحراء المغربية بتهيىء وتوسيع البنية التحتية والمنشات الصناعية .الفلاحية .والسياحية. حسب مسيري الشان المحلي والفاعلين الاقتصاديين والمستثمرين فإن هذا التحول الإيجابي تحقق بفضل تفعيل أهداف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي دخلت مرحلتها الثالثة من طرف جلالة الملك محمد السادس نصره الله في سنة 2018.
فبفضل برنامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وبشراكة مع بعض المؤسسات المالية والصناعية والجمعيات المختصة في التكوين والمواكبة استطاعت مجموعة من التعاونيات والشباب حاملي مشاريع من الاندماج في النسيج الاقتصادي وجعلها مؤسسات ومكون فعال منتج يساهم مساهمة فعلية في تنمية اقتصادية واجتماعية للمنطقة.
تفعيل أهداف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بأقاليمنا الجنوبية جعل مجموعة من التعاونيات البحرية . الفلاحية. والخدماتية وشباب حاملي مشاريع ان تستفيد من دعم مادي. وتكوين في المجال القانوني. الاداري والمالي لتسيير وتدبير المشاريع
بالموازاة مع مواكبة تكوين وتمويل مشاريع التعاونيات وشباب المنطقة حاملي المشاريع واهتماما بالطفل ومستقبله فان أقسام مكاتب المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بهذه الأقاليم تعمل مع جمعيات المجتمع المدني في تربية الاطفال والشباب بواسطة برامج تعميم التمدرس الاولي والدعم المدرسي وصقل المهارات بهدف تحقيق زرع تربية وطنية للطفولة المغربية وتمكينها من تكوين الذات والشخصية
كل الدراسات السوسيو اقتصادية والاجتماعية تؤكد أن تنمية الأقاليم الصحراوية المغربية سيساهم في مواكبة التقدم الاقتصادي والتوسع الحضري، الذي تعرفه مدن الصحراء المغربية،
باختصار، تعتبر المملكة المغربية منارة للقارة الأفريقية من خلال علاقاتها الدبلوماسية والاقتصادية والسياسية ودورها في تعزيز الاستقرار والتنمية المستدامة في القارة. تسعى المملكة المغربية إلى بناء شراكات قوية مع الدول الأفريقية وتبادل المعرفة والموارد من أجل تحقيق تقدم شامل ومستدام في القارة الأفريقية. الجهود المساعدة في تطوير.
واختتم المداخلات الإعلامي المصطفى بلقطيبية بكونه شارك في المسيرة الخضراء وهو يروي بفخر واعتزاز وقائع عاشها في المسيرة الخضراء تحت عنوان : دبلوماسية المسيرة الخضراء في تحرير الصحراء
“ما إن اصدرت محكمة العدل الدولية قرارها الإيجابي في قضية الصحراء المغربية حتى توجه صاحب الجلالة المغفور له الحسن الثاني في خطاب الأمة يوم 16 اكتوبر 1975 يعلن فيه للعالم عزم المغرب على استرجاع أقاليمه الصحراوية بتنظيم مسيرة تحريرية وموحدة تضم 350 ألف متطوع من جميع تراب المملكة.
ومع انطلاق عملية التسجيل تسارع المتطوعون نحو مكاتب التسجيل وشاء القدر ان يتم اختياري للمشاركة في هذه المسيرة بينما لاحظت تدمرا يعلو وجوه أولئك الذين لم ينعموا بفرصة المشي فوق تراب صحرائنا المغتصبة .
قضينا 48 ساعة في مخيم تجمع بعين السبع ، – حاليا مقر عمالة عين السبع – كان فرصة للتعارف بين كل المتطوعين البالغ عددهم 35 ألفا من الدار البيضاء .
ومع حلول موعد انطلاقنا نحو مدينة أكادير تم تزويدنا بالمؤونة ، وطوال الرحلة توصلنا بحصص إضافية من الزاد والماء . وصلنا يوم 26 اكتوبر إلى مراكش حيث وجدنا 500 رجل إعلام من الصحافة المكتوبة ، المرئية والمسموعة من العالم بأسره ، جاؤوا لتغطية حدث مسيرة الوحدة أو معجزة القرن العشرين كما لقبوها جل الاعلاميين آنداك.
ومرة أخرى تزودنا بما نحتاجه بمحطة أيت ملول قرب اكادير لنبلغ بعد ثلاثة أيام طرفاية .
لقد كانت بحق عملية ضخمة ومنظمة حيث تم تجميع 350 ألف متطوع خلال 14 يوما شكلت النساء نسبة 10% منها ، كما جند 300 قائد وخليفة ، و900 من الشيوخ والمقدمين و 470 طبيبا و220سيارة إسعاف و1000 إطار ، 7813 شاحنة وحافلة ، 63 ألف طن من الماء ، 2590 طن من الوقود و 17 ألف طن من المؤونة .كالخبز و الحليب والتمر والزيت والسكر والدقيق وعلب السمك وكذلك الدخان وعلب الثقاب والشمع والصابون..وكانت العزيمة والصبر والوطنية.
وكانت أسرنا تتابع عملية وصولنا إلى طرفاية عبر وسائل الإعلام المختلفة – الإذاعة والتلفزة – أما نحن فكان المذياع هو الوسيلة الوحيدة التي نتابع عبرها مايجري من أحداث حول مسيرتنا السلمية
وبتاريخ 31 اكتوبر أصبحت الصحراء مغربية بجلاء القوات الإسبانية من محطة الطاح ، وعلى بعد 32 كلم من الحدود كنا نتابع يومنا باعتماد برنامجنا كالتالي : أداء صلاة الفجر ، تناول وجبة الإفطار ثم نتجول من “مدينة ” إلى أخرى ، كان الأمر أشبه بممارسة رياضة المشي وأحيانا نصادف فردا من العائلة او صديقا تطوع هو الأخر من ” مدينة ” أخرى .
وهنا أتذكر المقولة الذهبية لجلالة الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه ” غدا إن شاء الله ستخترق الحدود، غدا إن شاء الله ستنطلق المسيرة، غدا إن شاء الله ستطالون أرضا من أراضيكم، وستلمسون رملا من رمالكم وستقبلون أرضا من وطنكم العزيز. ” ، تم زاد ” بمجرد ما تخترق الحدود عليك أن تتيمم من الصعيد الطاهر، تلك الرمال، ثم تستقبل القبلة وتصلى بأحذيتك لأنك مجاهد وتصلى بأحذيتك شكرا لله تعالى. ” وقبل ذلك زارنا عدة اطر حدثونا عن المسيرة ،والهدف من تنظيم المسيرة الخضراء لاسترجاع صحرائنا .
وذلك اليوم، يوم الإنطلاقة ، استيقظ الجميع باكرا وبعد صلاة الفجر تناولنا وجبة الفطور تم قطعنا المسافة التي تفصلنا عن الحدود الوهمية ، وما أن تراءى لنا إقليمنا المغتصب حتى تجاوزنا ” الكروشي ” على وقع هتافات الله اكبر الصحراء لنا ، الحسن الثاني محررنا وتم رفع العلم المغربي رسميا في هذه النقطة وتيمم المتطوعون برمال صحرائنا والكل كرجل واحد قبلوا أرض أجدادهم وتوجهوا صوب المسجد الحرام ودموع الفرحة تضيء عيونهم ليشكروا رب العباد على نعمة استرجاع أرضهم .
وفي حماسة الشباب توغل المتطوعون كيلومترات عديدة في صحرائهم مسلحون بكتاب الله ” القران الكريم ” وما أن حل الليل حتى اتخذ الجميع هذه الأرض الرحبة مخيما قضينا به 3 أيام كانت خلالها المفاوضات المغربية الإسبانية تجري على قدم وساق ونحن نتابع مستجدات الأحداث عبر الراديو لان الجرائد كانت تصلنا متأخرة أزيد من 3 أيام .
ثم أمرنا جلالة الملك بالعودة على طرفاية قائلا : شعبي العزيز لنعد إلى نقطة انطلاقنا ، المتطوعون نحو طرفاية و المؤطرون إلى مراكش. كان الأمر أشبه بوضع عصى في إطار عجلة ، لأن بعضنا كان يريد الاستمرار.. في حين فهم الأغلبية معنى الخطاب الملكي وبأن الصحراء ستعود إلى مغربها .
لقد أنجزنا مهمتنا كما قال جلالة الملك .. وعدنا إلى طرفاية حيث أعدت لنا بعض النساء المتطوعات أكلات من الخبز المطهو على الخشب .. وفي جو احتفالي ترفيهي شاهدنا أفلاما وثائقية عن الفولكلور المغربي ثم حصلنا على أغلى جائزة وهي بطاقة الشرف موقعة من المتطوع الأول جلالة الملك الحسن الثاني . غمرت فرحة عارمة لأنها كانت تعني لنا الكثير.. لم نشا مغادرة المكان فقد كان مغربا أخر مغرب الأخوة والتحدي .
لقد كانت المسيرة الخضراء حدثا فريدا من نوعه في تاريخ ملاحم الشعوب فإنها علاوة عن ذلك نظمت على أساس الشرعية الدولية بعد أن أصدرت محكمة العدل الدولية بلاهاي يوم 16 أكتوبر 1975 رأيها الاستشاري الذي يؤكد وجود روابط البيعة بين مختلف القبائل الصحراوية وسلاطين المغرب مما شكل اعترافا ثابتا بشرعية الحق المغربي في استرجاع ما اغتصب من أرضه.
كما شكلت الصحراء المغربية المسترجعة نقطة تحول في تاريخ المغرب وجزءا متميزا ضمن باقي أجزاء التراب الوطني لأنها كانت وستظل بوابته إلى إفريقيا ومجالا جغرافيا شديد التأثير في حضارته حيث تمكن المغرب عبرها من نشر الدين الإسلامي الحنيف إلى العديد من المناطق جنوب الصحراء وما زال بحسب الزيارات المتكررة لجلالة الملك محمد السادس للعديد من الدول الافريقية.
ولم تتوقف المسيرة الخضراء عند استرجاع المغرب لأقاليمه الصحراوية بل كانت ملحمة متواصلة ومترابطة قوامها البناء والإنماء ومرحلة متقدمة في عملية الجهاد الاكبر الذي سبق أن رفعه المغرب كتحد مستقبلي. فقد كان حدث المسيرة الخضراء إيذانا بتحول عميق وطفرة حقيقية في تاريخ وحياة سكان هذه الأقاليم التي كانت لفترة من الزمن محرومة من كل مقومات التنمية.
وجاءت مسيرة البناء لتشكل منعطفا جديدا ضمن التحديات الكبرى التي اعتاد المغرب على رفعها خاصة وأنها كانت بإجماع الشعب المغربي بكل مكوناته على خوض رهان الوحدة الترابية وتجنيد الطاقات الوطنية على مختلف الأصعدة لقطع الطريق على خصوم الوحدة الترابية للمملكة.
ويظهر جليا أن الثورة التنموية التي شهدتها وتشهدها الصحراء المغربية في مختلف القطاعات تؤهلها لأن تشكل نموذجا رائدا على مستوى التجارب الجهوية باعتبار أن الجهوية كمفهوم وممارسة تنطلق في إطار الخصوصية لتكون شكلا متقدما من أشكال الديمقراطية المحلية ومحركا أساسيا لدعم المسار التنموي حتى يكون هذا الجزء من الوطن فضلا عن اختزاله لمعاني التضحية والصمود نبراسا ومثالا يحتدى به لباقي الجهات على مستوى تدبير الشؤون والمحلية وكسب رهان النماء.
ويواصل المغرب من جهة أخرى مسيرته على المستوى الديبلوماسي لتأكيد مغربية الصحراء والتصدي لأطماع الخصوم الذين يتمادون في محاولاتهم الرامية إلى عرقلة تطبيق مخطط التسوية الأممي وخلق المزيد من المناورات من أجل محاولة الخروج من العزلة الدولية التي تصاعدت وتيرتها في السنين الأخير وذلك من خلال مسلسل سحب الاعتراف بالجمهورية الوهمية من قبل عدد هام من الدول التي لها وزنها على الساحة الدولية كما هو الشأن على سبيل المثال لا الحصر بالنسبة للهند وعودة المئات من الصحراويين المغرر بهم والمحتجزين بمخيمات لحمادة إلى أرض الوطن استجابة للنداء الملكي “إن الوطن غفور رحيم”.
وتبقى المسيرة الخضراء بدون شك أهم حدث عرفه العالم ومحطة تاريخية متميزة والتجسيد الأمثل لإرادة الشعب المغربي بكل مكوناته حيث إنها كانت فرصة أخرى التحمت فيها القمة والقاعدة قلبا وقالبا لكتابة صفحة جديدة من تاريخ المغرب المعاصر.”
وفي ختام هذه الندوة الفكرية تم بالمناسبة تسليم شواهد المشاركة التي تمنحها المنظمة لكل الشخصيات و الفعاليات التي تساهم في خدمة هذا الوطن و خدمة الانسانية جمعاء.