حال العالم العربي اليوم
بعيدا عن أجواء كرة القدم و بعيدا عن مونديال كاس العالم ببلاد الدببة القطبية. بعيدا عن خيبة الأمل في تصويت السعودية و من معها لصالح الامريكان و ضياع حلم تنظيم المونديال 2026. و بعيدا عن هزيمة المنتخب السعودي بحصة اركان الإسلام امام منتخب البلد المستضيف….و…. و..
شرق أوسط جديد/قديم.
من يستغل خيرات الشرق الأوسط؟
هل الوضع الحالي يلبي أطماع القوى الاستعمارية؟
من سنن الكون ان دوام الحال من المحال. لا شيء يعلو على سنة التغيير و تقلب الأحوال.
شيء واحد يصمد امام معركة الوجود و البقاء انها المصلحة.
تعد مرحلة القيادة السعودية للتحاف العربي الراهن و المتوج مؤخرا بتنسيق أمني و عسكري دعي عاصفة الحزم التي قادتها المملكة ضد جماعة الحوثي باليمن و قد كان للمغرب حضور فيها بسلاح جو مكون من ست طائرات حربية فقد المغرب خلالها واحدا من طياريه المشاركين بالحملة….
مرحلة غير مبشرة بخير.
و مع تسارع الأحدث و اتساع رقعة المواجهات و تشبث إيران بمساعدة شيعة اليمن بالسلاح و العتاد و الرجال…
كل هذا جعل ساحة المواجهة تشتعل و تلتهب علما أن الدول الغربية وقفت تتفرج على صراع الجيران و اكتفت بالتنديد و الشجب فاسحة المجال أمام التحالف السعودي ضد النفوذ الإيراني بالمنطقة في شبه مواجهة مفتوحة بينهما….
وزادت حرب التطهير الطائفي و المذهبي بسوريا المعزز بالقوات الروسية الداعمة لبشار و انخراط مليشيا حزب اللات اللبناني في المواجهة المقدسة تطهيرا للبلاد من السنة و تمكين الشيعة و الرافضة من المراكز الاستراتيجية بالمنطقة و تثبت قواعدها هناك المشهد تعقيدا و ظلمة….
ثم ان وجود شبه دولة بلبنان أول دولة اتفاق الطائف المقسمة بين الشيعة (امل/حزب اللات) و السنة (الحريري) و المسيحيين و الموارنة. شبه دولة همها المحافظة على التوازن و المحصاصة الطائفية لا غير بمثابة فتيل لقنبلة موقوتة.
كما سبق هذا وضع وضع خارطة بلا طريق للعراق بعد القضاء على نظام صدام حسين بتحالف غربي و تآمر عربي. الهدف منه منع التهديدات المتكررة لصدام حسين لهذه الأنظمة الحاكمة و خصوصا الملكيات الخليجية بكل من الكويت و السعودية و الإمارات و البحرين و عمان و قطر و جعلها ولايات و محافظات تابعة للجمهورية العراقية….
—من المستفيذ من هذا الوضع القائم ؟
لا شك أن هناك جهة او طرف مستفيذ من هذا كله بشكل مباشر او غير مباشر و ان لم نقل مساهم فيه بشكل خفي او معلن.
كل الدلائل التاريخية و الاستراتيجية و التقارير الأمنية و الإعلامية و اراء المتتبعين و الخبراء….
تكاد تجمع على ان الكيان الصهيوني هو في قلب هذه المعمعة بدليل انه كلما اشتدت حرب الاخوان زاد امن الكيان و تحصن داخليا و خارجيا مما يبعث على الاستغراب في شكل معادلة هجينة بمجهول واحد…
كيف يكون لك ذلك مع وجود صراع بالمنطقة المجاورة و يكون الأمر باعثا على الاطمئنان.
الا اذا كنت مصدر هذه النيران المشتعلة و الملتهبة. مع اتخاذ كافة الاحتياطات اللازمة لتلافيه و اتقاء تبعاته…
بل توجيهه و التلاعب بأطرافه كلما احتاج الأمر ذلك…
و بالطبع فنصيب الولايات المتحدة الأمريكية من هذه الغنيمة جلي و ظاهر منذ حرب الخليج الى وصول ترامب الذي جاهر بالمسألة المال مقابل الحماية… بل هو أقدم تعود جدوره الى الحرب العالمية الثانية.
و مع النظام السعودي الحالي لا احد يتحدث عن شرق أوسط جديد لانه بالفعل لم يعد جديدا بل اصبح باليا في ركن المهملات و خرداوات.
نظام دوره الأساس استخراج النفط و تقديمه للغرب على طبق من ذهب و جمع نفقات الحج و صرفها على موائد الطعام و الشراب و سفريات الأمراء….
شرق أوسط يحتضر و يتألم و ينهار من الداخل.
شرق أوسط ينبئ بمواجهة شاملة و كشف المستور مواجهة حتمية ستأتي على الأخضر واليابس. مواجهة ستعيد رسم ملامح عالم جديد و بالطبع لا مكانة فيه للقوى و البلدات الضعيفة و الملوك الطوائف بصحراء الجزيرة العربية.
في انتظار ذلك لا يسع شعوب المنطقة الا الإستعداد للترحال و اللجوء و الخوف.
فما ان يشتد الصراع حتى تتصاعد لغة المصالح التي و تتسع دائرة القصف العشوائي و الإبادة الجماعية و تجريب الأسلحة الفتاكة و عقد الصفقات و حشد المكاسب و فرض الشروط….
اي دور للقوى المحلية خلال هذا؟
الأكيد أن القوى المحلية سيكون لها دور في هذا من بدايته الى نهايته، بالسلب او بالايجاب لكن الأكيد هو انها ستكون في وضع المضطر. و ان الأمر سيحتاج معجزة من المعجزات في ظل الوضع الراهن لهذه البلدان الأمني و العسكري.
دول ستواجه نار جهنم بأجساد أبناءها فيما سيلجأ الكبراء الى ملاجئهم الآمنة التي يصرفون عليها من اموال وطنهم الذي لا يثيقون فيه.
و ستكون هناك فرصة لخلص الوطن للدفاع عنه بكل قوة ممكنة.
دورة الزمان و التاريخ سيعيد نفسه.
سعيد لكراين
