أسس ومرتكزات الدبلوماسية الدينية بإفريقيا
26 يوليوز 2023
إن المكانة التاريخية للملكة جعلتها تتبوء الصدارة الروحية كمنارة للوسطية والتسامح والتعايش.
وهكذا يعد الشأن الديني بالمغرب وإفريقيا والعالم من بين اهم مرتكزات الإصلاح والاستقرار بالداخل والخارج، حيث تسجل الدبلوماسية الدينية حضورا وازنا، وذلك من خلال الدور الهام والحيوي في التأطير والتوجيه داخل وخارج المملكة، ودرع التصدي للعنصرية والكراهية والتطرف والارهاب بفضل القيادة الرشيدة لأمير المؤمنين الملك محمد السادس نصره حيث قاد مسيرة الإصلاح والتنمية، خاصة منها العناية بالشأن الديني على مدى سنوات، وذلك عبر سياسة بناء المساجد وتأطير الطلبة والأئمة المغاربة والأفارقة بالمغرب وببلدانهم، بالإضافة إلى اسهامات اعلام وعلماء ومؤسسات دينية على مدى سنوات عديدة بمدن إفريقية في إطار التوجيه والإرشاد ونهج سياسة مكافحة التطرف والتعصب الديني.
وفي نفس السياق فقد كان للدبلوماسية المغربية بشقيها الرسمي والموازي دورا رئيسا في تعزيز مكانة المغرب على المستوى الديني والمكانة الروحية اللائقة به بالقارة الإفريقية، وذلك من خلال محاربة التطرف والإرهاب، بالاعتماد على تميز وتفرد النموذج المغربي كاستثناء في ما يتعلق بالامن والاستقرار، بالإضافة إلى عوامل الوحدة والتشابه بينه وبين النماذج الدينية والروحية السائدة بإفريقيا ان لم نقل امتدادا له، فضلا عن مكانة المملكة المغربية التي تعتبر أرض الأولياء والصالحين والزوايا وقبلة المريدين، وروضة التعايش والتسامح والأخوة.
هذا ويلعب البعد الأكاديمي والتكويني للمعاهد والجامعات والكليات والمدارس، دورا مهما في احتضان أئمة من مختلف الجنسيات الافريقية كالسنغال ، مالي ، الجابون ، نيجيريا ، النيجر ، كوت ديفوار ، غينيا كوناكري ، تشاد ، غامبيا وتونس “. في انتظار توسيع قاعدة المستفيدين لتشكل كل من ليبيا وتنزانيا وموريتانيا والصومال للمشاركة في هذا البرنامج خلال السنوات المقبلة.
أسس ومرتكزات الدبلوماسية الدينية بإفريقيا:
الأساس العقدي والفقهية:
أسهمت الأشعرية رفقة المذهب المالكي والتصوف السني في خلق انسجام مذهبي وعقدي في المغرب جنبه كثيرا من القلاقل والفتن التي كانت تقع في مناطق مختلفة من العالم الإسلامي بسبب الخلافات العقدية، ويسر سبل الانفتاح والاشعاع ونشر الاسلام السني والعقيدة السمحة بافريقيا والعالم.
الأساس المؤسساتي:
إمارة المؤمنين، مؤسسة لنظام الحكم وتدبير شؤون الدين والدنيا، فهي مؤسسة على رعاية مصالح الأمة وتحقق الأمن والأمان والسلم والسلام، وتوفيرالنماء والازدهار.
فالمغرب بشعبه وبأبنائه وعلمائه وفقهائه ضل ولعدة قرون وإلى يوم الناس هذا تحت ظلال مؤسسة “إمارة المؤمنين” رباطا قويا يجمع شمل المغاربة، ويحقق استمرار مرجعيتهم الدينية ووحدة جغرافيتهم الترابية والمذهبية، كما حمت أمن المغاربة الروحي والثقافي والفكري والاجتماعي..
قوامها البيعة الشرعية، وهي الأسلوب الشرعي والدستوريلتوليرئاسة الدولة وهي أساس الدستور الإسلامي في تشكيل السلطة العليا لتسيير شؤون المسلمين.
مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة هي مؤسسة دينية إسلامية، تُعنى بالتعاون بين علماء المغرب وعلماء باقي الدول الافريقية من جهة، وبين هؤلاء بعضهم مع البعض من جهة أخرى، على ما يحفظ الدين من التشويه والتطرف وما يجعل قيمه السمحة في خدمة الاستقرار والتنمية في هذه البلدان. وقد تأسست 13 يوليوز 2015 ، ويرأسها أمير المؤمنين الملك محمد السادس نصره الله
ويقع مقرها في مدينة فاس.
عمل والمؤسسة على توحيد وجهود العلماء المسلمين في المغرب وباقي البلدان الإفريقية، وتساهم في تفعيل وترسيخ قيم التسامح والعيش المشترك والاعتدال في المجتمعات الإفريقية من أجل تنمية شاملة في القارة. كما أنها تشتغل على إحياء التراث الإسلامي وإقامة الأنشطة الفكرية والثقافية التي من شأنها إعطاء حركية جديدة في المجال الإسلامي. وتتعاون مع كل الهيئات والمنظمات والمراكز التي تشترك معها في الأهداف والغايات..
الغايات: طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وتحقيق سعادة الدارين وتحقيق الأمن والاستقرار.
خاصةالأمن الروحي :
مؤسسة محمد السادس للعلماء الافارقة
هذا وتسعى مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة إلى توحيد وتنسيق جهود العلماء بكل من المغرب وباقي الدول الإفريقية للتعريف بقيم الإسلام السمحة.
وتتمثل أهداف هذه المؤسسة خصوصا، في القيام بمبادرات في إطار كل ما من شأنه تفعيل قيم الدين السمحة في كل إصلاح تتوقف عليه عملية التنمية في إفريقيا، سواء على مستوى القارة أو على صعيد كل بلد، وتنشيط الحركة الفكرية والعلمية والثقافية في المجال الإسلامي، وكذا توطيد العلاقات التاريخية التي تجمع المغرب وباقي دول أفريقيا والعمل على تطويرها.
التصوف السني:
ويعد أهم ركائز التديُّن المغربي المبني على الفقه مالك، والعقيدة الأشعري ثم مسلك الجنيد، والذي أضحى أداة سياسية ودبلوماسية يهدب بها المغرب أمنه الروحي داخليا، ويستعملها خيارا دبلوماسيا لخدمة مصالحه.
ومن ثمة تلعب الزاويا دورا هاما في الحفاظ على نقاء وصفاء التصوفوتلبية احتياجات المريدين الدينية والروحية داخل وخارج المملكة.
المصحف المحمدي:
من مظاهر الدبلوماسية الدينية للمغرب أيضا المبادرة السامية لأمير المؤمنين وعنايته بكتاب الله تعالى من خلال نشر وتوزيع مصاحف خاصة المصحف المحمدي وهو جانب من تاكيد د الوسطية، في جميع أنحاء القارة
المبادرات السامية لأمير المؤمنين نحو افريقيا
وفي عام 2021 ، قامت مؤسسة محمد السادس لنشر المصحف الشريف، التي تم إنشاؤها عام 2010، بطباعة 500000 مصحف، بميزانية تبلغ حوالي 22 مليون درهم (أكثر من 2 مليون يورو). وما دفع المغرب للقيام بهذا هو تراجع انتشار مصحف “ورش” الأكثر انتشارا في المغرب الكبير وفي القارة لصالح مصحف “حفص” وخاصة في غرب إفريقيا.
في المقابل، استثمر المغرب في الآونة الأخيرة، 13 مليون دولار لبناء المسجد الكبير في أبيدجان، الذي لم يكتمل العمل فيه بعد. وبين عامي 2021 و 2022، خصصت المملكة 900 ألف يورو لترميم مسجد محمد السادس في ياموسوكرو، ثم 11 مليون يورو لبناء مسجد محمد السادس في كوناكري بغينيا.
المزيد من المشاركات
تعدد خيارات والأليات الدبلوماسية الدينية للملكة:
والمتمثل في؛
الدروس الرمضانية،
معهد محمد السادس لتكوين الائمة والمرشدين.
الرابطة المحمدية للعلماء.
تمظهرات الدبلوماسية الدينية:
المكانة الروحية للملكة المغربية .
المملكة الشريف أرض الاولياء والصالحي.
مكانة أمير المؤمنين في قلوب الإخوة الافارقة.
مبادرات أمير المؤمنين بإفريقيا.
الزيارات الميمونة لمولانا أمير المؤمنين لافريقيا.
دعم الاستقرار والأمن بإفريقيا.
دعم التنمية البشرية وتطوير الاستثمار في إطار شراكة رابح-رابح.
ابراز وتسويق النموذج المغربي للاسلام المعتدل ونبذ التطرف والانفصال
تأهيل الحقل الديني من منطلق (الإصلاح).
المجلس العلمي المغربي لأوربا.
خلاصة:
تعد الدبلوماسية الدينية؛دعوة جادة ومستمرة للملكة المغربية إلى نموذج متفرد، شاملوفعال، يؤتي ثمارها على المستوى الوطني، والقاري والكوني.
وتعد الدبلوماسية الدينية للمملكة، الرائدة في النهوض بالإسلام المتسامح والوسطى، أثبتت فعاليتها في محاربة التطرف والعنف والكراهيه بفضل التوجهات السامية لإمارة المؤمنين، بوصفها ركيزة وضمان للمملكة في ما يتصل بقيمها الروحية والأخلاقية والسياسية.
وتعد إمارة المؤمنين، الضامن الاساس للسلم والأمن والاستقرار، كما تعمل على تحصين المغرب ضد كل أنواع التطرف والارهاب من خلال تكريس مبادئ الإسلام الوسطى المعتدل.
هذا وتستمد الامة أسسها من القيم الحقيقية للإسلام، ولا سيما التسامح والتعايش والعيش المشترك.
ويعتبر المغرب، بفضل الرؤية الملكية الرشيدة، ابرز منصة للتأطير والتعليم الديني، الذي يهدف إلى حماية المرجعية الدينية للمملكة، التي تؤسس لها إمارة المؤمنين، والعقيدة الأشعرية، والمذهب المالكي، والتصوف السني.
إن نجاح التجربة المغربية في تدبير الحقل الديني، سواء على مستوى دور العبادة أو من حيث التعليم الأصيل وتكوين الأئمة عماد ومرتكز الدبلوماسية الدينية.
ان مبادرات الدبلوماسية الدينية التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس بهدف تعزيز النموذج المغربي وتصحيح صورة الدين لدى البعض، ومنها إحداث مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، والمجلس العلمي الأعلى والمجلس الأوروبي للعلماء المغاربة، ومعهد محمد السادس لتكوين الأئمة المرشدين والمرشدات.
إن الدبلوماسية المغربية جعلت من المملكة فاعلا نشط وملتزما في المنطقة، بفضل تواصل وتضافر الجهود، من خلال دبلوماسيته الدينية لتعزيز السلام والحوار”.
ويعد نداء القدسالتاريخي الذي وقعه جلالة الملك محمد السادس رئيس لجنة القدس والبابا فرنسيس خلال زيارته للمملكة في مارس 2019 خير مثال على ذلك
بالإضافة إلى أن القيادة الرشيدة لأمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس نصره الله، مكنت من انخراط المغرب، في العديد من مبادرات الوساطة والدعم، لاسيما في افريقيا والشرق الأوسط وليبيا، ما يجسد التزام المملكة الراسخ بالتسوية السلمية للنزاعات، وقناعاته بقيمة الدبلوماسية.
ان السمعة التي يتمتع بها المغرب كدولة إسلامية معتدلة وشريك موثوق،واستراتيجي، مكن المملكة أيضا من تحقيق إنجازات دبلوماسية متتالية في ما يتعلق بالنزاع حول الصحراء المغربية بالطرق السلمية والمشروعة.
مداخلة الأستاذ سعيد لكراين خلال ندوة ( الدبلوماسية الموازية قوة ناعمة لتطوير العلاقات الدولية)نظمت بمناسبة الذكرى الرابعة والعشرين لتولي صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده عرش اسلافه المنعمين يوم الأربعاء 26 يوليوز بالمركز الثقافي عبد الله كنون بعين الشق